السواد والعتمة والالم
في يوم يظلله السواد والعتمة والالم ، غادرتنا ، أيها الرفيق ، الصديق ، الاخ صبحي زعيتر .
غادرتنا ونحن في أيام سوداء ، ضاعت فيها الامال والاحلام التي كنا نعمل لها سويا بهدف قيام وطن حر ، ديمقراطي ، صاحب قرار . يعيش أبنائه جميعا أحرار ، ومستقبل زاهر ، لافرق بين ابن هذه الطائفة او ابن ذاك الحزب ، سوى بقيمة الانتماء الوطن والعمل لاجل تقدمه وسعادة ابنائه .
رحلت ياأخي ورفيقي ، من دون كلمة وداع ودون سلام ، حيث كنا دائما نتواصل للسؤال عن احوال كل منا وكنا دائما في حضرتك سعداء عندما كنا نجتمع من فترة لفترة لتناول ما امكن خلال جلسات ، نتناقش في احوال البلد وهذا الدرك المظلم الذي اوصلونا إليه ، وكيف ان أبنائنا غدرهم هذا الواقع وإضطروا للتفتيش عن مستقبلهم في كل أصقاع الارض ، بعد ان أصبح الانسان في هذا البلد ارخص من اي بضاعة رخيصة .
اخي وصديقي ، كم سأفتقدك في هذا الزمان الحالك وكم سأفتقد جلساتك الهادئه ، وإنسانيتك التي اصبحت من النوادر ، وكم سأشتاق الى تلك الجلسات الساحرة لما كنت عليه من اخلاق رفيعة وإحساس رقيق ، وكيف كنت تقارن مانحن عليه اليوم وما كنا عليه ونحلم به في ذاك الزمن ، حيث لا يعلوا شيئا فوق القيم والمبادئ والنضال في سبيل مستقبل شعبنا وبلدنا .
صديقي ورفيقي ، نهاية العالم ان تفقد كل جميلا ، ومن اكثر منك جمالا في هذه العالم ، فلماذا رحلت ياصديقي بهذه السرعة ، ففي لحظات أقرب الى رمشة العين وكانك لم تكن معنا ، كأنك لم تأت ، فكم المني فراقك ، ام أذرف عليك دمعتين ووردة ، أني يارفبقي في شبه غيبوبة ، فلا ادري بأي كلمات ارثيك لما كنت عليه من صفات الانسان بكل المعاني ، فكل المعاجم وقصائد الشعر وما تختزله اللغة العربية لا تكفي بشيء لاتحدث عن كل صفاتك الانسانية والخلقية ، ويعز علي الما وحزنا وبكاءا ان اوجه اليك هذه الابيات البسيطة جدا ، لكل أرثي فيك كل ما كنت عليه ولكي اعبر عما بداخلي من غضب على هذه الدنيا :
كيف لي ان أرثيك يارفيقي واخي
أأرثيك بدموع تحجرت في مقلتي
أم أرثيك ، بأهات تجمدت في الحناجر حزنا لغيابك
ام ارثيك بأن أهيل التراب على رجل ولا كل الرجال
من الان ،اعلم يارفيقي انك لم تعد تسمعنا او نسمع صوتك
وداعا ، ابو خليل ، لقد تواريت عن الورى تحت الثرى .
٨