مقالات

بايدن المهزوم بمواجهة روسيا يوسع جنونه نحو الصين ويأخذ العالم للمجهول

حسن سلامه

إلى أين يتجه العالم في ظل هذا الجنون الاميركي لقيادة حلف الناتو نحو محاصرة روسيا والامعان في ضخ كل أنواع الاسلحة لاداته المطيعة ، اي لنظام زيلنسكي النازي ، فلا يكترث بايدن واداته بتدمير بلد بكامله وقتل أبنائها وتشريدهم ، وكل همهم مايسيطر عليهما من أوهام ان إطالة الحرب في اوكرانيا ستنزف الجيش الروسي ، فيما كل الوقائع الميدانية والاقتصادية والمالية والحياتية تؤكد أن من يتم إستنزافه هو الشعب الاوكراني ومن بعده دول الناتو في الغرب ، وأخرهم فنلندا التي تم قطع الغاز والامداد بالكهرباء من روسيا .

بداية ، من يريد الاحاطة بكل جوانب تداعيات الحرب غير المباشرة بين روسيا والاطلسي عليه تناول الاسباب التي أدت لقيام روسيا بالعملية العسكرية في أوكرانيا وما شهدته العمليات العسكرية من متغيرات كبرى ، والاهم ماتبع العملية من عقوبات اميركية- غربية غير مسبوقة بحق روسيا وصلت الى ستة الاف عقوبة طالت كل مجالات حياة الشعب الروسي لاعتقاد المخرف بايدن ومعه أدواته في الناتو أن هذه العقوبات سينتج عنها سريعا إنهيار الاقتصاد الروسي وتحريك شعبها ضد بوتين والقيادة الروسية ، لكن كما يقول المثل ” من حفر حفرة لاخيه وقع فيها “، وما وصلت إليه الازمات على كل الصعد المالية والحياتية في الدول الغربية وصولا الى الداخل الاميركي بات يعرفها القاصي والداني والاتي أعظم في حال قررت القيادة الروسية وقف ضخ الغاز الى أوروبا ، حيث ان الغرب بأجمعه يعيش حالة غير مسبوقة من القلق والخوف كلما أقترب فصل الشتاء والتداعيات التي لا يمكن تصورها اذا اوقفت روسيا ضخ الغاز ، في وقت تؤكد كل المعطيات أن القيادة الروسية قلبت الطاولة بوجه الناتو ودوله وهي التي تقود عملية عسكرية ببطء شديد لان ذلك سيتنزف الغرب ويجبره عاجلا او أجلا الرضوخ لشروط القيادة الروسية ، علما أن هذه الشروط تتسع طالما الغرب مصر على دعم نظام زيلنسكي .

ولذا ، لا بد من التأكيد أن نفاق الغرب وأكاذيبه ومعه الكثير من السذج وقصيروا النظر يسوقون لاكاذيب مناقضة تماما لكل ماحصل ويحصل عسكريا وإقتصاديا وماليا ، عبر الزعم ان روسيا تواجه معضلة صعبة في كل العناوين المتصلة بالعملية العسكرية وتداعياتها ، بما في ذلك إقتصاديا وماليا ، الى نفاق لا ينتهي في كل شيء .

ولنلخص مايحصل في هذه الحرب غير المباشرة بين روسيا والناتو ، في أهم العناوين الكبرى التي تؤرق الغرب ومحركه إدارة بايدن :

  • لقد تفاجأت واشنطن والغرب بما كان أعد له بوتين والقيادة الروسية منذ سنوات ، في كل مجالات صمود الشعب الروسي ، وتوقعه حصول كل هذا الجنون الغربي ، الى جانب ما لم يكن يتوقعه الغرب من أسلحة متطورة جدا ، بينها مثلا سلاح الليزر القادر على إسقاط اي هدف معدي قبل وصوله المكان الموجه إليه بخمسين كيلومتر واللائحة تطول في الانواع المختلفة من أسلحة مماثلة ، الى جانب ماحققه بوتين خارجيا من إتفاقات مع دول أساسية مثل الهند ودول الخليج ومصر ودول اخرى ، فيما حصل تقارب هو الاول ، من حيث إلانسجام الكامل في كل مايؤدي لاسقاط الهيمنة الاحادية الاميركية .
  • إن القوات الروسية تحقق إنجازات متتالية عسكريا ، رغم أن الرئيس بوتين حرص من اللحظة الاولى على عدم زج قوات كبيرة وأسلحة إستراتيجية لتنفيذ ما أراده من العملية العسكرية ، بل إنه إعتمد كااولوية على ضربات بالصواريخ الدقيقة لضرب البنية العسكرية لنظام زيلنسكي والكم الضخم من الاسلحة الغربيه التي يتم إرسالها لهذا النظام ، في مقابل تفادي دخول المدن سوا القليل جدا ، لتفادي سقوط المدنيين والحد قدر الممكن من تدمير المدن ، الى جانب تقدم القوات الروسية بصورة بطيئة في جنوب اوكرانيا ، فيما تمعن واشنطن بارسال كل انواع الاسلحة المتطورة للنظام الاوكراني وأخرها الاعلان عن رغبة البيت الابيض تزويد نظام زيلنسكي بصوارخ مضادة للسفن ، في محاولة مستميته لفك الحصار عن الموانئء الاوكرانية ٠
  • إن العقوبات الغربية على روسيا التي لم يحصل مثيلا لها في التاريخ ، إرتدت بما لم يكن حتى في مخيلة الرؤوس الحامية في حلف الناتو وكل دوله لكن هذه العقوبات إرتدت سريعا على أصحابها ، فمعظم دول الغرب تواجه ركودا إقتصاديا وإرتفاعات غير مسبوقة في الاسعار ، وصولا الى إلزام كل مستوردي الغاز والنفط الروسي الدفع بالروبل ، وهو ما كانت له نتائج إيجابية كبرى داخل روسيا لم تكن في حسبان واشنطن ودول الناتو ، حتى أن الاعلام الغربي يقر بأن الوضع الاقتصادي في روسيا اليوم أفضل مما كان عليه قبل العملية العسكرية في اوكرانيا وإن سعر الدولار مقابل الروبل إنخفض الى حوالي النصف ، وبالتالي فالمسؤولين الغربيين يعترفون من بريطانيا الى الولايات المتحدة وكل الحلفاء أن الازمات المالية والمعيشية ستتفاقم في الغرب طالما إنساقت الدول الغربية وراء رغبات بايدن وجنونه الذي لايقر بأن الهيمنه الاميركية الاحادية باتت من الماضي ، وهو لذلك يفاقم يوميا من حال التوتر بين روسيا والغرب ، بلجؤه الى كل ما أمكن من خطوات وإجراءات على كل المستويات لمحاولة إضعاف روسيا وإستفزازها ، ماتلبث ان تسقط سريعا أمام عبقرية بوتين ومن يخططون معه لفرض الهزيمة على الاميركي والغرب ، والامثلة على ذلك بالمئات ، من الانتصارات في الميدان ولو بشكل بطيء ، الى المعنويات المنهزمة للجيش الاوكراني بعد تدمير كل مالديه من أسلحة وتجمعات وثكن واجهزة رادار وطائرات … ، التخبط الذي يظهر جليا ببن دول الناتو ، فكثير من المسؤولين الغربين باتوا يعبرون عن رفضهم لزج دولهم في حرب يدركون أن بوتين مصمم على الخروج منتصرا بها ، مهما فعل الناتو .. وعلى سبيل المثال فالعقوبات باتت عبئا على الغرب وليس على روسيا .
  • إن الولايات المتحدة نفسها دخلت في أزمات داخلية ولن تغير مواقف بايدن أن إقتصاد بلاده الى تحسن بل بالعكس فكل المؤشرات تؤكد بداية ركود في الاقتصاد الاميركي ، ويكفي الاشارة الى الارتفاعات الكبيرة في الاسعار داخل الولايات المتحدة ، الى جانب القمع غير المسبوق لكل من يعارض جنون بايدن ، الا أن الفضيحة الكبرى لبايدن تتمثل بإستدعاء نجل هانتر للتحقيق ، لتورطه بما لايقبل الشك بتمويل تصنيع أسلحة بيولوجية في مجمع ازوفيستال الذي بات تحت سيطرة الجيش الروسي ، الى جانب تورطه بتجارة المخدرات والدعارة ، عدا سقطات بايدن – الاب في تخيلات تعبر عن انه مصاب بالخرف ، وأخرها سؤاله الملح عن أمه وهي التي توفيت قبل عشر سنوات حتى أصبح مدار سخرية لكثير من وسائل الاعلام الاميركي والغربي ، بالتوازي مع إعتراضات كبيرة من قادة الحزب الجمهوري والاعلام الاميركي على ضعف بايدن وعدم قدرته على إتخاذ قرارات صحيحة ، في الداخل الاميركي وفي كيفية التعاطي مع الصراع مع روسيا ، ومنها أيضا الخوف من نشوب حرب نووية .
  • إن عقوبات الغرب وما أنتجته من إرتفاعات كبيرة في الاسعار في كل دول العالم وفقدان مواد أساسية بدءا من دول الغرب دفع الامين العام للامم اامتحدة لزيارة روسيا حتى يقنعها بضخ مواد اساسية لدول العالم ، والمقصود الدول الغربية ، وفتح موانىء أوكرانيا امام توريد هكذا أساسيات ( قمح ، وزيوت ) . بمعنى اوضح ان الغرب عبر الامين العام للامم المتحدة يريد من روسيا مساعدتهم للحد من أزماتهم مكافأة لهم على ماإتركبوه ويرتكبونه من جرائم بحق الشعب الروسي .
  • أما مايثير الرعب في الولايات المتحدة والغرب ، جدية القيادة الروسية ، باللجؤ الى السلاح النووي في حال وجدت نفسها مضطرة لوقف الغطرسة الاميركية او منع أي توجه غربي – أميركي لزيادة قواعد الاطلسي على حدودها ، في محاولة لكسرها أو إضعافها ، حيث اعلن القيادة العسكرية الروسية عن وضع صواريخ جديدة في العمل ، لم يسبق لاي دولة في العالم إمتلاك مثلها وهي صواريخ ساراميد ويزن ٢٠٨ طن ويتحرك بسرعة كببرة ويحمل ١٥ رأسا نوويا زنة كل رأس ١٠ طن وهو قادر على الالتفاف على اي هدف موجه نحوه ، عدا عن عشرات الانواع المختلفة من الاسلحة النووية وغير النووية ، التي تتجاوز قدرة تدميرها السلاح النووي ، عدا عن إحتمال حصول مواجهة ولو غير مخطط لها بين الجيشين الروسي والاميركي .

وفي المقابل أيضا ، إندفع بايدن والرؤوس الحامية في إدارته الى رفع وتيرة الاستفزاز للصين ، خلال زيارة بايدن لكل من اليابان وكوريا الجنوبية ، معلنا أنه سيدفع عن تايوان في حال قررت الصين القيام بعمل عسكري لاعادتها للسيادة الصينية ، الى جانب إعلانه رغبته تزويد اليابان وكوريا الجنوبية بمزيد من الاسلحة الحديثة والاستراتيجية ، ما يهدد بإشعال الحرب في منطقة جنوب أسيا ، خصوصا إذا قامت الصين بعمل عسكري لاستعادة تايوان ……

إن هذه العنجهية والجنون من جانب الادارة الاميركية ورئيسها المربك والذي يتأكد يوما بعد يوما أنه يعاني من الخرف ، فكل هذا الجنون وما يختزله من عدم القدرة على إستيعاب بأن الهيمنة الاحادية للولايات المتحدة باتت من الماضي ، بات يهدد أكثر من أي وقت مضى بإشعال جبهات مختلفة في العالم وصولا الى تفلت هذه الحروب نحو حرب عالمية ثالثة ،، وما تعنية هكذا حرب من دمار شامل للعالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى