مقالات

حربُ الشمال وخَيارات محور المقاومة
جبر الأخرس
إن كيان الاحتلال ومنذ إعلان قيامه المزعوم عام 1948م على أنقاض المجازر التي ارتكبتها عصاباته بحق الشعوب العربية وخاصة في فلسطين؛ وبعد أن سلب الشعوب حريتها وسرق أوطانها لم يكن ذلك لكيفيه أو يروي ظمأه الذي لا يُروى من أن ينفك لبُرهة عن سرقة موارد هذه الشعوب بشتى طرق العربدة والاستقواء.

حزب الله يدافع عن حقوق لبنان
لقد شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطابيًا غير مسبوق بين المقاومة الإسلامية في لبنان وكيان الاحتلال في أعقاب نية الاحتلال البدء في سرقة الغاز من حقل كاريش البحري بين حدود فلسطين المحتلة ولبنان؛ حيث خرج السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني في خطابه مساء الخميس الماضي مهددًا كيان الاحتلال قائلًا ” نحن قادرون على منع إسرائيل من استخراج الغاز من حقل كاريش” ووضع العديد من الخيارات لذلك كان أبرزها الطائرات الانتحارية المسيرة؛ كما وأردف السيد نصرالله قائلًا ” ما ستخسره إسرائيل في أي حرب يهددون بها أكثر بكثير مما يمكن أن يخسره لبنان “؛ وحذر السيد نصرالله الاحتلال أيضًا من أن” ارتكابهم لحماقة من هذا النوع ستكون تداعياتها ليست فقط استراتيجية على الكيان بل تداعيات وجودية وليس معلومًا أن تبقى المشكلة فقط مع لبنان”.

كوخافي وماء الوجه المفقود
لم يتأخر رد الاحتلال على تهديدات السيد حسن نصرالله بما قاله “أفيف كوخافي” قائد أركان جيش العدو الصهيوني خلال مؤتمر للجبهة الداخلية مطلع الأسبوع عبر تهديده ومن أبرز ما قاله

  1. لقد حددنا آلاف الأهداف في لبنان بينها منظومات صواريخ وسندمرها في حال نشوب حرب.
  2. الحرب القادمة ستكون قاسية ومدمرة.
  3. نصيحتي للبنانيين أن يغادروا قبل الرصاصة الاولى ، لأن القصف سيكون كما لم ترونه من قبل.
  4. أي محطة كهرباء تزود العدو بالكهرباء هي هدف عسكري للجيش.”
  5. نحن من جانبنا سنقصف بشكل واسع و مدمر و مؤلم جدا
  6. ومن أبرز ما قاله أن الجيش الإسرائيلي “يتعامل مع 6 جبهات قتال في ستة أبعاد وفي مواجهة عدد كبير من التهديدات المتنوعة”

رسائل الاحتلال لمحور المقاومة
إن استمرار الاحتلال في ممارسة مثل هذا النوع من الخطابات عالية السقف من التهديد والوعيد بالحديث عن تدمير للدولة اللبنانية عندما يبيح لجيشه استهداف كل ما يبرره لنفسه من مرافق وكهرباء وغيرها ومن على لسان قائد أركان جيشه في ظل قدرته فعلًا على تنفيذ هذه التهديدات فإنه وباعتقادي يهدف لإيصال الرسائل التالية:

  1. العمل على منع حصول حزب الله على ضوء أخضر سياسي لبناني لخوض أي معركة جديدة مع الاحتلال؛ وبالتالي استمرار السفينة اليونانية انيرجن باور في عملها بسرقة الغاز.
  2. زعزعة الجبهة الداخلية اللبنانية التي تستحضر ويلات حرب تموز 2006 التي ارتكب فيها الاحتلال أبشع الجرائم وما يحمله تهديد كوخافي بأن أي حرب جديدة لن تكون كسابقاتها، وهذا بدوره سيؤثر على حاضنة المقاومة في حال خاضت المعركة.
  3. رسالة لمحور المقاومة وردًا على تهديد السيد نصرالله بأن المعركة قد لا تتوقف على حدود لبنان بأن رد العدو لن يكون تقليديًا هذه المرة وأنه غير غافل عن الجبهات ال5 الأخرى التي ذكرها كوخافي في مؤتمره دون تفصيلها.
  4. رسالة طمأنة للشعب الصهيوني بأننا ما زلنا نمتلك زمام المبادرة وأننا القوة الأعظم في المنطقة وأن ما يريد العدو فعله فسيكون له ذلك ولن يوقفه أحد.
  5. محاولة الاستفادة من تأجيج جبهة الشمال لإنقاذ حكومة العدو من السقوط في ظل تراجع كتلتها الداعمة لها في الكنيست والذي سيعود بالكيان لدوامة الانتخابات التي خاضها مؤخرًا.

محور المقاومة وخيارات الرد
في إطار هذه الرسائل التي بعثها الاحتلال عبر قائد أركان جيشه للمقاومة فإنني أرى بأن تعمل المقاومة على التالي :

  1. استمرار محور المقاومة في توجيه اللكمات المؤلمة لهذا الاحتلال انطلاقًا من الدفاع عن مقدسات الشعوب كما حدث في معركة سيف القدس وكذلك ثرواتها التي يجب ألا تفرط بها.
  2. تعزيز ما أثبته محور المقاومة من تراص وتعاون خلال معركة سيف القدس من الناحية الاستخبارية وما لهذا التعاون من فاعلية وكفاءة أعلى في إدارة المعركة مع هذا للمحتل وتسجيل النقاط في صالح القضاء عليه.
  3. توكيد صورة الكيان الهش أمام الأجيال وأن هذا البعبع الذي يخيف كثيرًا من الأنظمة الفاسدة ما هو إلا هيكلًا من ورق تقوده مجموعة من العصابات والأحزاب السياسية المتناحرة على السلطة.
  4. تقديم الخطاب الثوري للشعوب العربية والإسلامية والذي يستنهض الأمة للتخلص من هذا الجاثوم الرابض على صدرها ويحرك فيها المياه الراكدة التي أفسدها الخطابات الانبطاحية الهزيلة التي لم تسقى شعوبها إلا ظمأ الكرامة.

ختامًا؛ فإن حسم المعارك بتحقيق الأهداف التي وضعت لها وليس بالتدمير والخراب الذي يتقنه العدو وقد لاحظنا تباعًا العديد من الجولات التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والتي أكدت تراجع وتآكل قوة الردع لدى الاحتلال وهذا يشجع قوى المقاومة الأخرى في المحيط لمقارعة هذا المحتل وتعجيل إنهائه؛ وفي هذا الإطار فإن احتمالية نشوب حرب طاحنة تشارك بها عدة جبهات أمرًا واردًا إذا ما استفز العدو الجبهة الشمالية وأحدث حربًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى