أخبار دولية

لأوكرانيا كل الاهتمام ولفلسطين المحتلة التجاهل والنسيان

قالت صحيفة “لوتان” (Le Temps) السويسرية إن الحرب في أوكرانيا تستقطب كل الاهتمام العالمي، في الوقت الذي يتصاعد فيه الإحباط بين الفلسطينيين الذين اختفوا من جدول الأعمال الدبلوماسية الدولية، رغم الانتهاك الصارخ للقانون الدولي الظاهر على الأرض، وفي كل شيء، عند السفر وفي المستوطنات الإسرائيلية قيد الإنشاء والطرق المخصصة للمستوطنين، وضم الأحياء الجديدة في القدس الشرقية أو في الضفة الغربية المحتلة.

جاءت هذه المقدمة افتتاحا لمقال بالصحيفة، يستنكر فيه المدير السابق للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في فلسطين ماريو كاريرا غياب الدولة الفلسطينية من جدول الدبلوماسية الدولية، وتخفيضات ميزانيات المساعدات المخصصة لها علنا، في وقت تركز فيه وسائل الإعلام الغربية على أوكرانيا، وتسخّر لها أوروبا كل الوسائل.

وأوضح المدير السابق أن عبارة “أنتم الأوروبيون تحشدون أنفسكم ضد الحرب في أوكرانيا مثلما لم تفعلوا معنا من قبل”، التي سمعها عدة مرات وسمعها العالم فور بداية الحرب الأوكرانية من الفلسطينيين، تعبّر عن الإحباط الكبير الذي يتصاعد هناك في بلد تحتله إسرائيل منذ عام 1967، ويتعرض لزيادة في أسعار الغذاء والطاقة تحت قيادة منقسمة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة التي تعيش تحت الحصار الإسرائيلي وبين السلطة الفلسطينية الفاسدة والفاقدة للشرعية في الضفة الغربية.

وعلى الأرض -كما يقول الكاتب- تظهر معاناة الفلسطينيين في كل شيء، في أوقات السفر وفي المستوطنات الإسرائيلية قيد الإنشاء والطرق الجديدة المخصصة للمستوطنين وضم الأحياء الجديدة في القدس الشرقية وفي الضفة الغربية المحتلة، حيث يتزايد عدد المستوطنين باستمرار من حوالي 200 ألف عام 1989 إلى ما يقرب من 700 ألف، إضافة إلى قرار الحكومة الإسرائيلية إنشاء 4500 وحدة جديدة في مايو/أيار الماضي لإرضاء الأحزاب المتشددة والصهيونية الدينية واليمينية المتطرفة الموجودة في حكومة رئيس الوزراء المستوطن نفتالي بينيت الهشة.

وأشار الكاتب إلى أن هذا الاستيطان يعد “انتهاكا صارخا للقانون الدولي” حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2016، والذي يطالب بوقف فوري لمصادرة الأراضي والمياه، ولإقامة الطرق والبنية التحتية الاقتصادية المخصصة للمستوطنين، التي تخلق حالة من انعدام الأمن الدائم للفلسطينيين.

وهم حل الدولتين

من الناحية السياسية، يرى الدبلوماسي السويسري أن هذا الاستيطان الحاضر في كل مكان يقوّض حل “الدولتين” الذي روّج له المجتمع الدولي لسنوات دون أي تأثير، ولذلك فإن العديد من الفلسطينيين الذين أيدوا هذا الحل الذي يوفر لهم دولة مستقلة معترفا بها تسمى فلسطين، أصبحوا يدعون اليوم دون حماس طبعا لإقامة دولة واحدة ثنائية القومية، رغم إحساسهم بأنهم لن يتمتعوا بكامل المواطنة فيها، خاصة أن الكنيست صنف إسرائيل عام 2018 أنها “دولة قومية للشعب اليهودي”.

وتساءل ماريو كاريرا: ما الذي يجب فعله الآن في مواجهة غياب دولة القانون وظهور التطرف في كلا الجانبين؟ مشيرا إلى ضرورة دعم المجتمعات المدنية العلمانية الضعيفة بنشاط، وتنشيط الهياكل الحكومية الفلسطينية أو الجمعيات الريفية، إضافة إلى تحفيز الشراكات بين الجهات الفاعلة في إسرائيل (دولة الشركات الناشئة) والعديد من الشركاء المحتملين في فلسطين، بما في ذلك في غزة.

تعبئة المجتمع الدولي

إن احتمال قيام دولة ثنائية القومية يجب أن يعيد الأمل إلى الحياة الفلسطينية اليومية، كما يرى الكاتب، وذلك بتفكيك المئات من نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة التي تحدّ بشكل تعسفي من التنقل، وزيادة الاستثمار الأجنبي، علاوة على إيقاف الاستيطان والعنف وسرقة الأرض، وفتح آفاق للشباب الفلسطيني، بدلا من تركه يهاجر إلى كندا والولايات المتحدة.

وخلص الكاتب إلى أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية كبرى لمنع اختفاء فلسطين تحت ضغط دوامة الاحتلال والعنف والفقر ودولة الفصل العنصري المدمرة، وذلك بإحلال سلام عادل ودائم من دون احتلال مع احترام القانون الدولي، كما نصت على ذلك خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين منذ 75 عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى