أخبار دولية

تركيا وروسيا تبنيان نظاما إقليميا جديدا في البحر الأسود


تبني روسيا وتركيا نظاما إقليميا جديدا في البحر الأسود يحقق مصالحهما الوطنية بشكل أكثر فاعلية.

وقالت مجلة “ناشونال إنترست” في تحليل لها: إن روسيا وتركيا تنشطان في “بناء نظام إقليمي جديد” يعيد تشكيل خارطة البحر الأسود،وبما يحقق مصالحهما الوطنية بشكل أكبر.

ويمتاز البحر الأسود بأهمية استراتيجية نظرا لموقعه الذي يتيح منافذ عديدة في القارة الأوروبية خاصة في البلقان وأوروبا الوسطى، وحتىشرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب القوقاز، وفق مراقبين.

وأوضح التحليل الذي نقله موقع “الحرة” الأمريكي، أنه رغم تجاهل منطقة البحر الأسود إلى حد كبير من قبل الدول الغربية منذ نهاية الحربالباردة، لكن روسيا وتركيا عملتا بشكل مكثف لتعزيز قدراتهما السياسية والاقتصادية، والتي وصلت إلى حد “بناء نظام إقليمي جديد”.

وأشار إلى أن “الدول الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كانت تنظر لتركيا باعتبارها ثقلا موازنا لروسيا، باعتبارها القادرة على مقاومةالتحركات الروسية في منطقة البحر الأسود، واعتقدوا أن أنقرة ستشكل الملف الأمني للمنطقة وتزيد الهيمنة الغربية في المنطقة”.

ولكن بعد عام 2007، ظهرت تغيرات ديناميكية غير متوقعة في السياسة الخارجية التركية، ناهيك عن انتهاء محادثات انضمام تركيا إلىالاتحاد الأوروبي إلى طريق مسدود، فيما اتجهت أنقرة لاتباع سياسة نشطة في البحر الأسود، ولعبت دورا إقليميا هاما خاصة فيما يتعلقبتحديد “هيكل الأمن الإقليمي مع روسيا”، وفق تحليل المجلة الأمريكية.

ويرى التحليل أن النظام الإقليمي الجديد يتسم بتوازن من كلا البلدين، إذ يستخدمان “استراتيجيات دبلوماسية مرنة” تعتمد على التكاملوالاعتراف المتبادل بمجالات النفوذ، والاستعداد لتقديم تنازلات لتحقيق نتائج لكلا الطرفين.

ولفتت المجلة إلى أن الهدف الأساسي من التعاون بين أنقرة وموسكو يكمن بصياغة “قواعد مشتركة” و”الأولويات الإقليمية” والتي تضم”منع زيادة النفوذ الغربي في المنطقة”، حيث ينظر كلا البلدين إلى نفسيهما على أنهما قوى إقليمية عظمى، ويرون منطقة البحر الأسودجزءاً من خطاب “سياستهما الخارجية”.

وخلص التحليل إلى أنه على مدى السنوات الماضية، قلل الغرب من شأن هذه الديناميكيات السياسية المتغيرة في منطقة البحر الأسود، إذيتم التركيز على “عدوانية روسيا”، فيما تحتاج الدول الغربية إلى إعادة تفكير جذري في التقارب الأيديولوجي بين موسكو وأنقرة.

ناشونال إنترست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى