تغريدة أبا عبيدة: بين تحريك المياه الراكدة و تلبية رغبات الوسطاء..
( نضال محمد تنيرة)
اطل علينا الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام ( أبو عبيدة) بتغريدة مهمة حول مصير أحد الجنود الأسرى وتدهور حالته الصحية.
هذه الطلة جاءت في زمن مهم جدا متعلق بعدة اتجاهات:
أولاً/ جاءت في وقت حساس لجمهور وحكومة الاحتلال، التي ما فتئت تسوق الأكاذيب حول مصير جنودهم الأسرى لدى المقاومة(القسام) وتروج الاشاعات فيما يتعلق برفض حماس المضي قدما في ملف التفاوض من جهة، ومن جهة أخرى جاء في وقت تفكك الائتلاف الحكومي والفراغ السياسي الأمر الذي سيدفع بالمعارضة لتحريك الشارع ضد الحكومة الأمر الذي سيربك كل الحسابات، سيضعف الائتلاف الحالي ويضع أي حكومة تشكلها المعارضة تحت مسؤولية استحقاق تفعيل ملف الأسرى والتعجيل في حله بصفقة تشبه إلى حد كبير صفقة وفاء الاحرار1.
ثانياً/ جاء الإعلان ليثبت صدقية المقاومة حين تتحدث، وتؤكد على أن ملف الأسرى في سجون الاحتلال أولوية لديها وأنها عازمة على تحقيق نصر الحرية مهما طال الزمن.
ثالثاً/ الاعلان جاء في وقت زمني بالنسبة للاحتلال قبيل موعد نشرات الأخبار ليفتح باب التحليلات والتكهنات على مصراعيه، وجاء في ذكرى ( الوهم المتبدد ) ليربط الأحداث بجدية المعلومات المعلنة.
خامساً/ جاء في وقت التحالفات العربية الصهيونية التي باتت معلنة على غير العادة لتؤكد للقاصي والداني أن استرضاء العدو لا يعني بالنسبة لشعبنا عموماً ولمقاومتنا خصوصا أي شيئ.
سادساً/جاء ليقول للوسطاء اذا كنتم تريدون معلومات عن أسرى العدو فإن أول معلومة هي سوء حالة أحدهم، لكن المهم ما هي المفاجئة التي ستعلن بالدليل، ومن هو الجندي من الأربعة المحتجزين لدى المقاومة لتصفع الجميع ولتحثو المل في وجوههم.
سابعاً/ جاء ليبث الأمل من جديد لدى الأسرى وأهليهم من جهة ، ولعموم شعبنا الذي رقص طربا بعد عملية وفاء الأحرار من جهة أخرى ، و ليعيد الثقة والبيعة من جديد للمقاومة وتجديد الحاضنة الشعبية لها ، وليقول لعموم أمتنا وشعبنا أن هذا الملف هو على رأس الأولويات لقيادة أركان المقاومة.
وكانت كتائب القسام يوم الثلاثاء 28/6/2022 ،في تمام الساعة الخامسة مساءً ببث مقطعاً مصوراً ذي 39 ثانية للجندي الأسير لديها تظهر حالته الصحية الحرجة، ليؤكد على صدقية القول، والفعل ويثبت حسن المعاملة التي يحظى بها الأسرى لدى المقاومة وقد تجلى في هذا البث عدد من النقاط المهمة :
1 .المصداقية التي تتمتع بها المقاومة بعد الإعلان عن خبر مرض أحد الجنود الأسرى وخطورة حالته والذي فتح باب التكهنات حول الموضوع والجدل الواسع الذي تركه الاعلان لدى جمهور وحكومة العدو.
2 . المدة الزمنية أظهرت بشكل جلي وواضح أن حالته المرضية متقدمة جداً وهو بحاجة لتحرك حثيث لإنقاذ حياته، ودفع الثمن مقابل ذلك.
3 .سلط الضوء على ما يعانيه أسرانا المرضى وما يواجهونه من إهمال طبي متعمد ، في حين أن اسيرهم يتمتع بكامل حقوق الرعاية الصحية وفق المبدأ الاسلامي، ملفتا النظر بضرورة معاملة الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال بنفس المعاملة.
4.ظهور صورة لانعقاد مؤتمر الدوحة المنعقد يوم 21/6 يؤكد أن هذا المقطع حديث جداً بما يلا يدعو للشك بأن المقطع صور قديما.
وأخيراً سيفتح هذا البث في هذا التوقيت الحساس على جميع الأصعدة الباب على مصراعيه لنرى ما هي التفاعلات التي ستشهدها حلبة العدو الشعبية والرسمية ، وما هي مؤثرات هذه المقطع على الحلبة الحزبية والحكومية، وليترك المجال للوسطاء والمتابعين لملف الأسرى لطرح كل المقترحات وتفعيل الوساطة من أجل إنقاذ حياة جنديهم الأسير مقابل إنقاذ حياة أسرانا البواسل في سجون الاحتلال.