ماذا اراد الحسين (ع) .
كتب علي اللقيس . هَدَم الفريضة وإكتفى بعمرة مفردة يمم وجهه شطر الكوفة متنكراً للبطر وجاحداً للأشر متنصلاً من الفساد والظلم ، طالباً الاصلاح في أمةِ جده ، رسم خريطة الطريق ، قال من لحق بنا أستُشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح ، فلا قبل ولا بعد وللمرة الاولى بتاريخ الاستشهاد تندمج الشهادة ببلوغ الفتح ففي كل الميادن ينشد المقاتل إحدى الحسنيين النصر او الشهادة ، أما في ميدان الحسين (ع) بكربلاء ربط الالتحاق بالحرب بحتمية الشهادة والتخلف بعدم بلوغ الفتح ، فنستنتج من هذا الطرح أن الشهادة وبلوغ الفتح أمران متلازمان بكربلاء فإمكانية إيجاد منتصرين أحياء وشهداء غير بالغين الفتح أمرٌ مستحيل ، فالحسين (ع) جعل الانتصار في الدنيا والفوز بالاخرة أمران متلازمان بسابقة لم تشهدها الميادين ، فكان الموت الكلي يثمر إنتصاراً كلياً وهذا ما يصعب فهمه على من لم يتلقفون نتائج عاشوراء ، قُتِلَ الحسين (ع) وبكى من بكى ، وبُنِيت على ثورته طقوساً وتقاليد جُلها كان محاولات لتفريغ عاشوراء من اهدافها إبتداء من التسليم للقدر وصولاً لاتهامه بمحاولة فاشلة لإستحواز الملك ، قلةٌ هم العارفين بكل الحسين (ع). وكل الثورة ، التي جعلها رافعة لنزول الوحي والداعمة لكفة العترة بموازات كتاب الله ، لم يخرج لنبكي ونستضعف لندخل الجنة بالبكاء ، بل ثار واستشهد لنستجمع كل قوانا ونقول . إن كل ما لدينا هو من عاشوراء . مشروع تنبه لعظمته الخميني (قده). فأخرجه ببوثقة ولاية الفقيه فكان مشروع تراكم الانتصارات ، نعم يا احبتي ، هذا هو مختصر الطريق فلا تضيعوا البوصلة ، ثورة الحسين (ع) . هي كل شيئ فلا تستبدلوها بطقوس وشعائر لا تغني ولا تثمن .