مقالات

الفرق بين الأصلي والتقليد.. أين العرب؟؟!!

*خاص*.Bawwababaalbeck. بقلم خالد المقداد..

استوقفتني جملة لأحد الأصدقاء، وأقتبسها حرفياً هنا “لديهم ملاعب رياضية.. ولدينا ملاعب أيضاً، لديهم مدارس.. ولدينا مدارس أيضاً.. لكنهم يمتلكون النسخة الأصلية.. ونمتلك النسخة التقليدية”.. بقدر بساطة الكلمات وسهولتها، بقدر تعبيرها عن الواقع العربي.. فالمراقب لمعظم الدول العربية، يجد أنها تمتلك جميع أنواع المؤسسات والهيئات والاتحادات والجامعات والتنظيمات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، حتى أنها تمتلك مؤسسات خاصة لدراسة علوم الفلك واكتشاف الفضاء..
وبملاحظة سريعة لنتائج عمل معظم المؤسسات التي تمتلكها الدول العربية، نجد حجماً كبيراً من الترهل والفساد الإداري والاقتصادي، وغياب للسياسة العامة أو الاستراتيجية العامة للإدارة، إلى درجة وصلت لتسيير العمل اليومي فقط، وما يزيد الطين بلة هو غياب التنسيق بين المؤسسات القائمة على تنفيذ مشروع معين..
لسنا هنا بصدد جلد الذات، أو تعظيم السلبيات.. وإنما نحن بصدد تسليط الضوء على مشكلة غاية في الأهمية من وجهة نظرنا، وهي غياب الشعور بالمسؤولية، الأمر الذي ترتب عليه الإهمال وعدم الجدية في العمل، بل أصبح الهدف من العمل هو تبرير الوقت المهدور دون إنجاز..
وأصبحنا نهدف إلى تحقيق مزايا السباق دون خوضه من الأساس..
فمخابر الكيمياء الجامعية تعمل على التحقق من معادلة التفاعل بين ذرتي الهيدوجين وذرة الأكسجين.. وخريجو الهندسة المعلوماتية يحتاجون لمشورة خبير تقني حصل على خبرته من ممارسة عمله في صيانة الحواسيب..
فكيف لهكذا نتائج مؤسسية أن تحقق ازدهاراً ورخاء.. بل أقل من ذلك، كيف لهكذا مؤسسات لا تكون عائقاً أمام تقدم المجتمع وتطوره..
ولذلك فإننا نتساءل، هل ما نحتاجه في هذه المرحلة، هو إعادة بناء المؤسسات أم إعادة هيكليتها؟
باعتقادنا، إن ما تحتاجه المؤسسات في معظم الدول العربية، هو الجدية في العمل، والحزم في الرقابة.. فنهضة الأوطان من تراخيها تحتاج لأعلى درجات الجدية والحزم.. فليس المهم إخراج الصورة العامة لحيز الوجود، بل الذي في غاية الأهمية هو مجموع العمليات التي تجري خلف الصورة وتفاعل هذه العمليات مع بعضها.. فالصورة متى كانت شكلية ستفقد تأثيرها عند اكتشاف زيفها.. وغياب النتائج الحقيقية لها..
ففي غير الظروف الطبيعية، ليس معيار نجاح المؤسسة هو تبريرها الدائم لنتائجها السلبية، فالمستقر في علم الإدارة، أن أول أسباب فشل الإدارة هو التبرير الدائم للأخطاء..
إنما معيار النجاح هو تحقيق الهدف المرسوم، وأي تبرير مهما كانت واقعيته هو دليل على فشل الإدارة، وهو بداية تعقيد للظروف القاسية التي يعانيها المواطن، لأن التبرير يعد بمثابة المخدر لشعور الاضطراب الذي يدفع المقصر للعمل.. وبالتالي يركن لفشله، ويعده أمراً مقبولاً وطبيعياً..
إن شعباً أبدع بالدفاع عن وطنه، يحتاج حلولاً إبداعية.. تعينه على بناء وطنه الذي أنقذه من محوه من مستقبل البشرية، ولا يحتاج إلى دفعه للاستكانة والاستسلام..
إن هذا الشعب الذي صمد وضحى وفقد عائلات بأكملها.. يستحق من حكومته أن ترقى لمستوى تضحياته..
فجدية العمل دفعت الصين لتحقيق الهدف المئوي الأول للأمة قبل نهاية المدة المحددة، وهي الآن بصدد التخطيط للهدف المئوي الثاني..
وشعبنا العربي يمتلك من الكفاءات ما يجعله قادراً على النهضة من جديد وبعث الروح في حضارته..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى