الفينيقيون بعيدا عن الأساطير . كتب توفيق شومان.
القراءات الظاهرية والسطحية للتاريخ الفينيقي والطاعنة به تتوقف عند التالي :
-،قصة اختطاف الإله زيوس اليوناني لأوروبا ابنة اوجينور ملك مدينة صور وكيفية تمثله ثورا .
-قصة اليسار ابنة مدينة صور أيضا وكيف قاست المساحة الجغرافية بجلد ثور وبنت عليها مدينة قرطاجة التي نافست مدينة روما، وكاد التاريخ يتغير لو استطاع القائد القرطاجي هنيبعل أن ينتصر على روما .
ماذا يعني الثور ؟
في الأبجدية الفينيقية الحرف الأول هو “الألف ” وكان يكتب على شكل ثور ،والثور هو رمز القوة والخصب وهما من صفات الإله الفينيقي “إيل ” وهو الإله الأول عندهم، ولذلك وضعوا الحرف “الف “في أول حروف الأبجدية تيمنا ب”ايل” ومن صفاته القوة والخصب كما ورد آنفا .
-في قصة اختطاف الإله “زيوس”اليوناني لأوروبا وتمثله ثورا، ما يوجب قراءته في هذه القصة أن ” زيوس ” من صفاته أيضا القوة المتمثلة برمزية الثور ،ولا يعني هذا الأمر أن “زيوس” قد تحول ثورا لإغراء أوروبا بل خطفها بالقوة ، وخطف النساء كان تقليدا رائجا بين الفينقيين واليونانيين ،واختطاف أوروبا جاء ردا على خطف الفينقيين لإحدى النساء اليونانيات.
-ان لجوء الاميرة اليسار إلى جلد الثور لقياس المساحة الجغرافيا التي فاوضت عليها لتبني مدينتها الجديدة، كان الهدف منه احاطة المدينة الجديدة ببركات الآلهة وقوتها المتمثلة برمزية الثور .
يبقى اخيرا القول إن قراءة التاريخ الفينيقي والتاريخ الحضاري للشرق عموما ،توجب قراءته برموزه وليس بنصوصه وليس بأنصاف قراءة أو ارباعها أو حتى عناوينها العامة كما يحلو للبعض أن يفعل .