مقالات

غبار سياسي” يملأ الأجواء ويحجب الرؤيا عن الاستحقاق الرئاس

كتبت: غنى شريف

لا تتورع الكثير من الجهات السياسية والإعلامية اللبنانية ، التي تدور في فلك ما يسمى بالمعارضة، عن إثارة “الغبار السياسي” في أجواء الاستحقاق الوطني الأهم في هذه المرحلة؛ الا وهو انتخابات رئاسة الجمهورية ، على عكس ما تدعيه تلك الأطراف “في الساحة المسيحية تحديدا”، من حرص على الموقع الماروني الأول في الجمهورية ، وفق الدستور اللبناني.

لا جدال في حقيقة أن كافة الأطراف السياسية وعلى اختلاف مواقعها،تتحمل مجتمعة مسؤولية المأزق السياسي والاقتصادي الذي يعيشه لبنان منذ عدة سنوات ، بما في ذلك فشل انتخاب رئيس للجمهورية حتى اللحظة، وجميعها عوامل يهدد بقاء الكيان..

هناك أمثلة عديدة يمكن الإشارة إليها في سياق حديثنا عن “الغبار السياسي”، الذي تثيره جهات وشخصيات سياسية وإعلامية مختلفة حول الانتخابات الرئاسية “سواء عن قصد أو عن سوء تقدير”،منها على سبيل المثال لا الحصر، إعلان رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ، إمكانية تعطيل قدرة المجلس النيابي على انتخاب الرئيس العتيد ، تحت ذريعة عدم وصول رئيس محسوب على حزب الله ، وهو أمر يتناقض مع المواقف السابقة للكتائب الرافضة لخيار تعطيل جلسات مجلس النواب المخصصة لانتخاب الرئيس ، عدا عن حقيقة أن ليس بمقدور حزب الكتائب “أربعة نواب” أن يفعل ذلك بمعزل عن كتل نيابية وازنة أخرى.

ولعل موقف حزب الكتائب هذا، يعكس نهج كثيرين ممن هم على خصومة سياسية مع حزب الله ، والذين يستثمرون كل مناسبة سياسية للتصويب على حزب وشيطنته ، وهذا ما يحكم مواقفهم في مختلف الاستحقاقات ، حتى لو أدى ذلك إلى تعطيل انتخاب الرئيس ، أو تجميد المسار القانوني في قضية انفجار مرفأ بيروت ، أو إثارة مشاريع سياسية مشبوهة “الفيدرالية”!! التي هي الوصفة السحرية لتقسيم الجغرافي والطائف على السواء.

واذا كان هذا حال بعض الأحزاب والكتل السياسية ، فهو يحظى كذلك بظهير إعلامي مساند ، وتجلت آخر مشاهده في سيناريو “الفيلم الوثائقي” المزعوم الذي اعدته دوائر مخابراتية وإعلامية خارجية وتتبناه شخصيات ووسائل إعلام محلية ، بهدف ترويج فكرة إتجار حزب الله بالمخدرات ، لتشويه صورة المقاومة في وجدان الناس ، وخدمة أهداف مشبوهة لا تنطلي على أحد.

تراهن الكثير من التيارات والاحزاب اللبنانية على اجتماع باريس المرتقب لستة دول عبر تقنية “زووم” يوم غد الاثنين ، لعله يساعد لبنان على الخروج من مأزقه السياسي والاقتصادي الراهن ، لكن ما سيتمخض عن اجتماع باريس في الخلاصة سيبقى “موقفا” لا يمكن ترجمته على أرض الواقع بدون توافق وطني داخلي عام…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى