أخبار محلية

بلدةُ الشواغير كما لم تَرها مِن قبلُ…

بلدة الشواغير. الشواغير كما لم ترونها من قبل..
الشواغير جمع شاغور،والشاغور هو شلال الماء المتدفق من الاعلى.
الشواغير هي قرية في قضاء الهرمل وملاصقة لمركز المدينة بل ومتداخلة فيها تمُد يدها إلى قلب القضاء وظهرها إلى حوش السيد علي ، وقدميها غارقة في نهر العاصي أغزر انهار العالم وأفضلها لرياضة الرافتنغ، ولانتاج ‏منطقة سياحية بامتياز بطبيعة ولا أجمل .
استحدثت الشواغير بلدية لها
وتناول على رئاستها السادة:
علي خضر الحاج حسن
ومحمد فندي الحاج حسن
والرئيس الحالي حسان الحاج حسن.
عائلاتها:
الحاج حسن
ُمُرضه
صعب
فقيه
الساحلي
دندش.
وعائلة مسيحية لكنها لا تسكنها آل الأحمر .
في عهد العمل البلدي شهدت الشواغير تطوراً نوعياً خصوصاً لناحية الطرقات، إذ وُصلت طريق الشواغير _ الحوش الحدودية، مما ساعد كثيراً أثناء الحرب في سورية خاصة لناحية الاستشفاء.
كذلك لناحية إنتشار المقاهي ورياضة الرافتنغ . وخلال زيارتنا للبلدة لاحظنا الترتيب والنظافة والابداع والهندسة . وكان لنا لقاء مع رئيس البلدية الحالي السيد حسان الحاج حسن فقال لنا صحيح بأن القرية في شمال لبنان ولكنها أكثر أماناً من أي بلدة فأهلنا حريصون على التعاون ليسود الأمن والأمان فيما بيننا كما ولدينا نخب مهمة من المثقفين والمُعلمين ونخبة من الأطباء والمهندسين والمحامين . وتعتبر قريتنا سياحية بامتياز فنحن نستقبل حوالي 200,000 سائح سنويا”.
وأوضح قائلاً ضروري ‏”نشتغل بضمير ونخلي شوارعها مراية “
زورونا الضيعة كبيرة وحلوة وطبيعتها ولا أروع .
كما تشتهر الشواغير بزراعة الملوخية فهي تتميز بوفرة مائية من نهر العاصي ومن الينابيع والآبار القريبة بين أراضيها الزراعية ،فالأهالي يقومون بزراعة مساحة كبيرة منها .
فالملوخية البلدية كما يسمونها أهل القرية يتهافت عليها السواح اللبنانيون لشرائها فيوضبونها بأكياس شفافة وتُعرض للبيع أمام دكاكين البلدة.
وما بتكمل زيارة السايح بلا الكشك والجوز ودبس الرمان. ودبس العنب ومافي مايشتري ورق العنب يلي بتشتهر فيه الشواغير ، وهيك بأمن الزاير على مونة الشتوية .
كما لاحظنا أنه رغم الأزمة الإقتصادية وارتفاع الأسعار
الا أنها تعتبر أرخص من غيرها ويعود ‏السبب بتعاون العائلة فيما بينها بعرق جبينها .
بيستاهل الترويت نحكي عنها وعن خاصياتها من نبع العاصي
تربية الأسماك ثروة ناهضة في الشواغير .
تربية الاسماك من القطاعات الإنتاجية الأساسية التي يقوم عليها إقتصاد أهل البلدة كما يؤكد الخبراء الإقتصاديون في دراساتهم ويعيه أبناء المنطقة. فالمزارع السمكية هي المساهم الأول في حركة النهوض الحياتية وحافز للتشبث بمقدرات الطبيعة الخاصة للمنطقة. أما إنشاء المزارع فأتى بمبادرات فردية تظافرت فيها الجهود لتكون مصدر عيش ورزق لأكثر من 200 عائلة حالياً . مياه نهر العاصي وتدفقه المستمر والقوي ميزه بمستوى عال من الأوكسيجين داخله وكذا حموضة مياهه، بالإضافة إلى وجود منظفات طبيعية مائية كنبات الحلفاي التي تعتبر منظف طبيعي ومفلتر لمياه النهر. لهذا يعتبر بيئة مثالية لزراعة وتربية سمك الترويت حسب الخبراء.
حوالي 150 مزرعة للأسماك و أنشأت على ضفاف نهر العاصي. هذه المشاريع نمت وتكاثرت منذ ثمانينيات القرن الماضي على طول ضفتي النهر المقاربة للعشرين كيلو متراً. من منبع النهر في عين الزرقاء مروراً بجسر العاصي وشلالات الدردارة وصولًا إلى الشواغير البلدة المميزة في ترتيب شوارعها بفضل الإدارة الحكيمة للبلدة.
هذه البلدة يعتاش من مزارعها عائلات وعمال المزارع، والبعض يتشارك في أكثر من مزرعة والآخرون يتشاركون المزرعة عينها، حيث تضم ما بين حوض واحد وعشرة أحواض حسب ما أكد المزارع أيمن علاوه .عدداً من أصحاب المزارع ولسان حالهم يقول “الرزق بدو صبر وتعب ليعطي ، هيدا شغلنا بدنا نتعب لنلاقي والترويت بيستاهل لحمة طيبة ومرغوبة

“” فالمتخصصون في المجال الطبي الغذائي يؤكدون أن سمك الترويت يعد مورداً غذائيًا صحيًا لاحتوائه على الأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة للقلب والأوعية الدموية ويساعد في خفض الكولسترول في الدم.

تنتج المزارع على العاصي سمك الترويت لا غير، وتتميز بلحمها الأحمر السومو واللحم الأبيض، ويتراوح الإنتاج السنوي الحالي بين ألفين وخمسة آلاف طن تقريبًا.
إن الإنتاج الزراعي لسمك الترويت يُصرّف محليًا في مدينة الهرمل وفي أسواق السمك في وفي مطاعم المنطقة وفي بيروت وفي الشمال والجنوب، وأيضًا في المطاعم والمسامك على الاراضي اللبنانية كافة، فسمكة الترويت ذات اللحم الأحمر تُطلب للمطاعم الخاصة بالسوشي لطعمها اللذيذ. وأشار. ‏احد اصحاب المزارع إلى أن التصدير إلى سوريا كان قبل الازمة بالاطنان يوميًا، وذلك لمعرفتهم بهذه السمكة أكثر من السوق اللبنانية. كما يصدر إلى الأردن وقطر ودبي وبعض الدول الأخرى، حيث يُصنع ويعلب كـ “فيليه” ومدخّن بالإضافة إلى تثليجه طازجًا.

الأزمة الاقتصادية عصفت بالقطاع

عن تأثير الازمة الاقتصادية على القطاع الذي يملك مزرعتين وأحواض عدة “الأزمة الاقتصادية التي ترافقت مع جائحة كورونا كان لها نتائج سلبية مزدوجة على عملنا، فهناك صعوبة في التصدير بسبب إقفال الحدود البرية مع سوريا، وهي البوابة الوحيدة للتصدير للدول العربية وأيضاً إقفال الاجواء الجوية والبحرية بسبب جائحة كورونا عالميًا” ان ‏ المزارعين “القطاع تأثروا سلبًا بارتفاع أسعار الأعلاف الخاصة بالأسماك التي تستورد من الخارج”.
إن الأزمة الاقتصادية انسحبت سلبًا على المبيع، إذ انخفضت القدرة الشرائية للمواطنين مما أدى إلى انخفاض الطلب” أن الطلب يزداد أحيانًا على سمك الترويت في حال ارتفع سعر الدجاج واللحوم لأن سعر كيلو الترويت لا يزال مقبولًا. وبحسب قانصو فإن الموزعين تضرروا بسبب أزمة المحروقات، أما المتضرر الأكبر فكان المصنعون للترويت الفيليه والترويت المدخن بسبب حاجة التصنيع والتخزين إلى الكهرباء بشكل دائم لتشغيل مولداتهم وإلى الوقود لنقل بضائعهم.

وفي مقارنة للأسعار بين اليوم
إن سعر كيلو سمك الترويت الأبيض كان قبل الأزمة يتراوح بين ثلاثة وأربعة دولارات بينما كان الأحمر يزيده بحوالي النصف دولار. أما بعد الأزمة حسب الدولار . ويعتبر الارخص بين فئة اللحوم .

المشكلة الرئيسية

تشكل كلفة الأعلاف المشكلة الرئيسية لمزارعي الأسماك على العاصي، وفي هذا الإطار يقول بعض المزارعين “نشتري الاعلاف من الخارج بالدولار، وهي كبسولات بعدة أحجام تتكون من طحين سمك وحبوب فيتامين وبروتين ودهون”. وأشار إلى أن المزارع يُطعم أفراخ السمك لتعطي إنتاجًا لفترة تتراوح بين الثمانية أشهر والسنتين، وذلك حسب حجم السمك المطلوب.

حال المزارعين الذين “التقيناهم” هو حال العشرات الذين ينتشرون على العاصي ويعانون لوحدهم في ظل غياب أي دعم رسمي للنهوض بهذا القطاع الحيوي المنتج للمنطقة.

مخاطر عديدة يواجهها مزارعو الأسماك على العاصي، لا سيما السيول الموسمية في فصلي الخريف والربيع حيث تقع الكوارث على المسامك والمقاهي على ضفتي النهر. وفي هذا الإطار “أكثر ما يقلق المزارعين هي مخاطر السيول، فهي تهدد المسامك بشكل دائم، والدولة لغاية الآن متقاعسة عن إنشاء سدود عبارة عن جيوب للتخفيف من اندفاع السيول والأتربة المحملة مع المياه خلال الفيضان.
أما عن الأضرار البيئية التي تخلفها بعض المزارع والمطاعم وتلوث العاصي، للأسف فهي كبيرة وهذا ما يعترف به المزارعون.

مشاكل لا تجد حلولاً

مطالب عديدة يكررها أصحاب المسامك على العاصي، وهي كما يقولون ليست عصية على الحل من قبل الجهات المعنية، لسهولتها وبساطتها ويمكن تنفيذها بلا تكاليف كبيرة وتتمثل بحماية ضفاف النهر أولاً، ومن ثم قوننة قطاع مربي الأسماك وإيجاد أطباء متخصصين بهذه السمكة وأمراضها وتأمين مختبر لفحص أمراض الأسماك مع صيدليه للدواء والمساعدة بدعم الأعلاف أو توزيع قسم منه للمزارعين وإنشاء معمل للفلين.
بالرغم من كل ما يتعرضون له من مشاكل، إلا أن التفاؤل بالمستقبل هو السائد وينسحب على جميع المزارعين حيث يقولون “ليس من مخاطر تهدد إستمرار قطاعنا بل على العكس، فالطلب على السمك يتزايد باستمرار، وهو بفضل العمل الدؤوب والمتطور وبفضل المصنعين والمسوّقين”.
تفاؤل المزارعين يستمدونه من العاصي الذي وهب الحياة لشمال البقاع ورسم لوحة ملونة يأمل أبناؤه أن تتشابك أيديهم من جديد وإعادة مجد هذه المنطقة التاريخية، لعل المساحة الخضراء تتسع لتنعم بمائه الرقراق والعذب.

فكل التحايا لاهل البلدة من مزارعين والف تحية لبلدية الشواغير المتعاقبة والبلدية الحالية على الترتيب المميز على مدخل البلدة .
دمتم لخدمة أهل بلدتكم وعافاكم الله خديجة البزال بوابة بعلبك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى