صراع الهيمنة على المحيطات والبحار.. كيف ضاعت الهيبة الأميركية؟
بعد الردّ الإيراني واليمني في المحيط الهندي والبحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية، كيف تفقد الولايات المتحدة هيمنتها؟
- کیف ضاعت هیبة أميركا
صراع الهيمنة على المحيطات والبحار.. كيف ضاعت الهيبة الأميركية؟
بعد الردّ الإيراني واليمني في المحيط الهندي والبحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية، كيف تفقد الولايات المتحدة هيمنتها؟
- رضا زيدان
- اليوم 11:28
بعد أيامٍ من بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عملت أطراف محور المقاومة على نصرة الشعب الفلسطيني بهدف رفع العدوان وإنهاء الحصار.
نصرة غزّة جاءت لتؤكّد أنّ أجزاء المنطقة مترابطة عضوياً لا كما أرادت الولايات المتحدة الأميركية، لذلك فإنّ الدعم جاء عبر طرائق شتّى، المقاومة في لبنان بدأت بعد يومٍ واحد من انطلاق “طوفان الأقصى”، باستهداف القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، مُوجهةً ضرباتٍ صاروخية إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية، وبدورها، كثّفت المقاومة في العراق استهدافاتها للقواعد الأميركية في سوريا والعراق، وكذلك، وجّهت صواريخ إلى الداخل الإسرائيلي.
من ناحيته، عمل اليمن على إطلاق الصواريخ والمسيّرات على الكيان واستهداف السفن الإسرائيلية أو المتوجّهة إلى كيان الاحتلال في البحرين العربي والأحمر، وكذلك فعلت إيران التي استهدفت سفينتين إسرائيليتين في المحيط الهندي، الذي يعتبر مقر ومركز تحركات الأساطيل والسفن الأميركية في الشرق، وهنا نسأل هل تأثّرت الهيمنة الأميركية على البحار والمحيطات بعد “طوفان الأقصى”؟
كيف استهدفت المقاومة مظاهر الهيمنة الأميركية في البحار والمحيطات؟
أرسلت إيران منذ اليوم الأول لـ”ـطوفان الأقصى”، رسائل تحذيرية إلى الولايات المتحدة الأميركية بشأن إيقاف العدوان على غزّة، وعدم توسيعه، بيد أنّ واشنطن لم تستوعب الرسائل، وعلى العكس، سعت بنفسها إلى توسعة الحرب عبر خطواتٍ عسكرية اتّخذتها في البحر المتوسط أولاً، ثم البحر الأحمر كتحالف “حارس الازدهار” لمواجهة القوات البحرية اليمنية، وأيضاً، التحالف الأميركي – البريطاني الذي وجّه ضربات عدّة في الداخل اليمني.
ونتيجةَ التصعيد الأميركي، صعّد محور المقاومة استهدافاته للقوات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، وانتقل إلى تنفيذ استهدافاتٍ متنوعة أخذت منحىً استراتيجياً مقابل الهيمنة الأميركية على البحار والمحيطات.
الأربعاء الفائت، كشفت إيران، أنّها هي التي تقف وراء استهداف السفينتين الإسرائيليتين في المحيط الهندي في الرابع من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، وذلك في سياق الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وأيضاً المستشار العسكري الإيراني في سوريا العميد رضي موسوي.
الاستهداف الإيراني للسفينتين في المحيط الهندي يؤكّد أنّ قدرات إيران في الإقليم تتسع، من باب المندب إلى المحيط الهندي وصولاً إلى غرب آسيا، وهنا تبرز أهداف محور المقاومة بدايةً من كسر القرار الأميركي بالاستفراد بغزّة، ومنع تدخّل أيّ طرف من خارجها في الحرب، وتحدّي الإرادة الأميركية في ضمان الهيمنة على البحر الأحمر لمصلحة “إسرائيل”، وكذلك، جاءت الاستهدافات الإيرانية في المحيط الهندي لضرب الهيبة الأميركية العالمية في البحار والمحيطات، بهدف إعاقة سيطرة البحرية الأميركية على الممرات المائية الإستراتيجية في المنطقة.
سيف دعنا: محور المقاومة ضرب الهيمنة الأميركية على البحار والممرات المائية
بنت الولايات المتحدة نظريتها للهيمنة على العالم، بالقبض المباشر على البحار والمحيطات والممرات المائية الحيوية، كشرط استراتيجي لضمان التحكّم العسكري والاقتصادي على المنافسين المحتملين، وعن هذا الأمر قال أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية في جامعة ويسكونسن، سيف دعنا للميادين إنّ “الهيمنة الأميركية ما بعد الحرب العالمية الثانية استندت إلى السيطرة المطلقة على المحيطات والبحار، وبالتالي على كل التجارة الدولية، وهذا أحد أهم عوامل قوّتها”.
ولفت دعنا إلى أنّ محور المقاومة يتحدى الولايات المتحدة في هذه الساحة (البحر والمحيطات) التي تُظهر سطوة الولايات المتحدة وتعدّ أحد مظاهر قوّتها، مضيفاً أنّ “الحدث مُهم جداً بغضّ النظر عن تبعاته أو التدمير الذي حصل بعد استهداف السفينتين الإسرائيليتين في المحيط الهندي”.
وعن السيطرة العسكرية الأميركية، أكّد دعنا أنّ “حاملات الطائرات تُعدّ إحدى أدوات الهيمنة الأميركية بسبب سيطرتها على البحار والمحيطات، وزعم وجودها هو حماية التجارة الدولية والسيطرة عليها”.