المعلم في عيده…
بقلم: خديجة البزال
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في المعلم :
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
أبيات حفظناها وألفناها منذ كنا على مقاعد المدرسة، ومعها وبها نسجنا هالة للمعلم بأبعاد قدسية، وأنه الشخص المكرم وعالي الشأن وصاحب الكلمة المسموعة، وذلك لا لشيء سوى لأن المعلم هو إنعكاس للمعلم الأعظم رب العالمين، الذي علم الإنسان مالم يعلم كما ورد في محكم كتابه العزيز القرآن الكريم ، فالمعلم الذي وصفه شوقي في شعره أنه كاد يكون رسول، دارت عليه الدوائر في بلدنا لبنان، بلد الإشعاع الفكري والثقافي، فنتيجة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد والعباد، وانهيار العملة الليرة انهارت معها قدرت المعلم على تأمين حاجيات اسرته ما حوله الى صاحب حاجة، وجعله في وضع لايحسب عليه ، فالراتب الذي يتقاضاه قبل الأزمة ورغم عدم قدرته في سد رمقه الا انه كما كان يقال بالعامية ساتر نفسه وعائلته ومع الازمة ورغم مضاعفة الرواتب الا انها بقيت قاصرة على اعادة شيء من هيبة المعلم، فهو يعاني ازمة من اصعب الازمات التي مر بها موظفي القطاع العام، ناهيكم عن التطاول على المعلم ومكانته وممارسة الفوقية بحقه في ظل انهيار العديد من القيم الانسانية، التي لن تعود الى سابق عهدها الا بإعاد الاعتبار للمعلم فهو المبتدأ والخبر.
وفي عيد المعلم نقول لا كرامة لمجتمع لايقيم كرامة للمعلم فعز المجتمعات بإعزاز المعلم فهو كاد ان يكون رسول ويجب اعادة مكانته فبه نعز.