قلق اوروبي صامت جراء شتات قادم!
كتب الاستاذ أحمد خير الدين
بحثت أكثر من مرة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الاميركية قد بدأت فعلا بتجهيز أماكن سكنية وعقارات وعمارات لاسكان بقايا الوجود الاسرائيلي الذي سيندحر قريبا عن فلسطين خصوصا بعد ان اتخذت الحكومة الأميركية العميقة قرارا بشطب الكيان الإسرائيلي عن ظهر خريطة الشرق الاوسط !! فهذا الكيان العبري المصطنع الذي قد اوجده الغرب كفزاعة للعرب وكحماية وصيانة وحراسة للمصالح الأميركية والغربية في الشرق الاوسط وكضمان لاستمرار تدفق النفط العربي الى الاميركيين والاوروبيين بالاسعار التي يرسمونها عبر مؤسستهم الدولية الاوبك وغيرها لم يعد قادرا او مقبولا على تحقيق المستوى الاستراتيجي لوجوده . وأن انقلاب الصورة والمشهد 380 درجة إلى حد أصبحت فيه الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقوم بحراسة الكيان العبري المحتل مباشرة وتكنس وتمسح يوميا أوساخ قادته المتنمرين عليها وعلى حساسية الموقف الاميركي في الشرق الاوسط قد وضع الاميركيين في موضع الارباك واللاعودة والى تسليم ملف الوجود الاسرائيلي برمته إلى أوروبا وهي القلقة ايضا من احتمالية سقوط هذا الكيان بشكل دراماتيكي ومفاجىء والى بدء عودة الإسرائيليين واولادهم واحفادهم مرة آخرى وكشتات جديد الى اوروبا .
وهذا أمر لم تعد القارة العجوز تستسيغه كثيرا نظرا لتجاربها السابقة مع الوجود العبري الشتاتي ونظرا لاكتشاف ان حجم المجازر والجرائم الإسرائيلية ضد وضد الأطفال والرضع والمرضى والعحز والأطباء والمدنيين العزل في فلسطين المحتلة قد فاق كل تصور ويمكن لهذا الاجرام الوحشي الاسرائيلي الذي بدأ يقلق عامة الاوروبيين والاميركيين ان يتكرر ضدهم وضد غيرهم ايضا وبدون اي رادع او وازع إذا ما سنحت الفرصة لابناء الأرملة بذلك يوما ما .
بمعنى آخر بدأ الشعور الغربي بالاحباط الآني جراء القلق من ان تستقبل اراضي الغرب وعند أي انهيار إسرائيلي صادم في فلسطين اعدادا من الاسرائيليين القتلة المجرمين والمتمرسين في فنون الترويع والقتل والتشنيع الاجرامي الوحشي والعنيف . وهذا ما يضع أوروبا التي قد بدأت هي الاخرى تخسر نفوذها وسمعتها تدريجيا في الشرق الاوسط نتيجة لتغطيتها على الجرائم الإسرائيلية في فلسطين وبعض لبنان امام وضع محرج وخيارات متعبة ومكلفة امنيا لا ديموغرافيا نظرا لوجود اراضي اوروبية شاسعة وغير مسكونة هذا في وقت تبدو فيه عين اوروبا جاحظة على الاموال وكميات الذهب التي يملكها العائدون المفترضون الى اوروبا والتي يمكن بها إنعاش الاقتصاد الأوروبي المترنح .
عودة على موضوع البحث
فقد لاحظت ان الاسرائيليين سبقوا الاوروبيين والاميركيين في تدبير مساكن خلفية لنزوحهم المتوقع عن فلسطين وهم قد باشروا فعلا في شراء اراضي كبيرة ومميزة في عدة دول اوروبية وفي تنفيذ مشاريع عمرانية واسعة عليها يمكن لها أن تتسع لبضعة ملايين من النازحين الإسرائيليين المحتملين .
فهل بدأ العد العكسي لنهاية الاحتلال الاسرائيلي الغاشم . الوقت لذلك في المدى المنظور لم يعد يتجاوز بضع سنين ليس إلا وربما تكون هذه أقل من أصابع كف اليد .