أخبار محلية

التحرير الثالث وانقلاب الداخل بقلم د. محمد هزيمة .

التحرير الثالث وانقلاب الداخل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم يكن وقع التحرير الثالث على معارضة الداخل اللبناني سهلا، فهي طالما راهنت على خسارة المقاومة بحرب تكتب نهاية حزب الله تقوض الثنائى الشيعي الذي تعتبره عائقا أمامها، سدا بوجه مشروع هدفه تغيير هوية لبنان لإعادة عقارب الزمن عقود إلى الوراء، وبذلك تعيد امتيازات لها ممنوحة من الاستعمار على أنقاض وطن مزقته صراعات داخلية، ثورات وحرب أهلية صفحات سوداء طويت باتفاق الطائف، وثيقة تحولت دستور ادخل لبنان بمشروع دولة مكرسا هويته العربية وانتماؤه للقضية الفلسطينية يؤسس للخروج من انقسام مذهبي فرضه دستور الانتداب ، الذي منح امتيازات طائفية على حساب الوطن ومكوناته كانت سببا مباشرا لاحداث اليمة وحرب أهلية دمرت الوطن، انتهت على الجبهات وبقيت بنفوس البعض الذي لا زال غارق في بحار العنصرية تلاطمه امواج الماضي بانواء احلام السيطرة على لبنان من بوابة الجنوب الجبهة الساخنة والجرح النازف في جسد الوطن، الأرض التي أحرقها الاحتلال الصهيوني وأحرقت جنوده وأحلامه والجبهة التي لا تزال تقلق جيشه ترعب مستوطنيه بعد فشل حربه البرية على لبنان، وعجزه عن حماية مستعمراته وانكشاف داخل كيانه بعد فشل أنظمة دفاعه الجوية على تنوعها أمام توسع ساحات المواجهة التي شكلت جبهة عريضة بحرب لم يتوقع الاسرائيلي فيها ان تصبح عاصمة كيانه مدينة غير آمنة يعيش سكانها في الملاجئ، بوقت يغرق جيشه كل يوم في رمال غزة يتخبط في لبنان، الذي يريده بدعم امريكي حديقة آمنة اعتبر الظروف مؤاتية مرحليا لتغيبر داخلي عملت عليه امريكا لسنوات حرب اقتصادية وحصار مالي، بعد إغراق متعمد للبنان بنازحين سوريين تغلغلت فيها جمعيات أجنبية موجهة بستار مجتمع مدني وذريعة برامج دعم في قلب البيئة للتأثير في تماسك البنية وتقويض المجتمع، ولا ننكر أن هذا نجح بحدود معينة وبمراحل معينة، لكنه لم يتحول حالة عامة كما اريد لها من الخارج الذي انكب على ترتيب انتقال السلطة في لبنان بانقلاب اسود تحت تأثير عدوان إسرائيلي زرع مجازره في جسد الوطن اصاب المقاومة في مقتل، كلفة مرتفعة طوت نتاىجها صفحة تفوق إسرائيل وقدرتها وفرضت المقاومة قوة عسكرية ضمن بيئة متماسكة لحالة وطنية، أنجزت التحرير الثالث وكتبت انتصارا شعبيا بحبر دم الشهداء يفوق اتفاق الهدنة الذي لم يلتزم به العدو الإسرائيلي او رعاته الدوليين ، وكشف عجز الدولة اللبنانية أمام غطرسة صهيونية سلمت بتمديد بقاء المحتل على أرض لبنان يمارس اعتداءاته باذن من السلطة في سابقة على مستوى العالم اذعانا لمطلب الراعي الأميركي الذي لم يكن يوما وسيطا بل شريكا في حرب إبادة، وراعيا لانقلاب افشله الأميركي نفسه أمام اول امتحان سقطت معه وصايا سفيرة واشنطن في بيروت “التعامل مع واقع ما بعد حزب الله “وهذه السياسة التي بنت عليها المعارضة مشروعها، وأسس لها رئيس القوات سمير جعجع بعد أن اسدت له السعودية خدمة المطاوعة السياسة على فريق عريض من اللبنانيين قادتهم إلى بيت الطاعة الأميركي لتشكيل كتلة برلمانية كبيرة تجمع بصفوفها الأعداء والخصوم لتغطي تغيير هوية لبنان ودفن ثوابته بشعارات بناء الدولة ومحاربة الفساد لذر رماد الانماء بعيون تلهث لنهاية أزمة سياسية طالت كثيرا. استثمر فيها الأميركي خرابا في الداخل ، بينما الهدف الفعلي يكمن باستهداف المقاومة ومحاصرة بيئتها، والانكى من ذلك تحميلها مسؤولية نكبات الماضي الذي لم تكن يوما شريكا فيه أو انه يمثل مشروعها الذي اضطرت معه للتعايش مع خصوصية تركيبة الداخل اللبناني بتنقضاته والتي انتفت بسحر العصى السعودية لحظة انصاع الافرقاء لاوامر يزيد بن فرحان كأن غازي كنعان انبعث من جديد انقلاب بقناع تكليف اصطدم بخصوصية التأليف مع تورم احجام بعض القوى ومشروعها الذي يقوم على وصية سيدة عوكر “ما بعد حزب الله” القاعدة التي أسس عليها سمير جعجع انطلاقته الجديدة بعهد توسم به جميع اللبنانيين خيرا ، وساهمت الكتل بوصوله باستثناء التيار الوطني الحر الذي حاول التعويض من بوابه نواف سلام ليكتمل الانقلاب وتبدأ الخطوة الأولى في عملية محاصرة المقاومة وضرب بيئتها قبل الانقضاض على سلاحها لتجريدها من دورها الوطني، لانتفاء الحاجة إليها طالما لبنان دخل تحت الحماية الدولية والدول الراعية، الا أن هذه الرهانات كلها سقطت بالضربة القاضية بقرار من الشعب الذي أنجز التحرير الثالث، وأظهر للعالم كله بما فيهم الدول الراعية نفسها ومعها الصديق والعدو، أن معادلة جيش شعب مقاومة كرست نفسها وفرضت واقع لا يمكن القفز فوق مفاعيله، لا في الداخل على مستوى تركيبة الحكم ومفاعيل الانقلاب، ولا على مستوى الخارج واستقرار المنطقة د.محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي

https://bawwababaalbeck.com/wp-admin

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى