الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامه ………..*إستثمار رخيص على نتائج الحرب وبقاء ألإحتلال :
الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامه ………..*إستثمار رخيص على نتائج الحرب وبقاء ألإحتلال : إيغال جعجع وحلفائه وأوصيائهم بمصير الحكومة ومصير لبنان نتيجته الوحيدة ” تخبزوا بألأفراح ” !*……………قد يكون الكلام ألإستهلاكي لجماعات السيادة والتغيير ،،بدعوتهم لتشكيل حكومة تكنوقراط أو ما يزعمون حول وزارة المالية ،، فيه شيء من الصحة لو أن لبنان بلد ديمقراطي بالمعنى الحديث ولا تنخره المذهبية وأحزاب المذاهب ،، رغم أنه في نظام ،،كما هو في لبنان مركب على مقياس الطوائف وأباطرتها يستحيل أي إصلاح فعلي ،،أو قيام نظام يطبق فيه الدستور والقوانين ويكون هناك محاسبة وقضاء لا يخضع للإعتبارات السياسية ،دون نسف كل بنية النظام الطائفي بكل تفاصيله ودون قيام نظام العدالة والمساواة بين اللبنانين بعيدا عن ألإنتماء المذهبي والطائفي وبعيدا عن المحسوبيات السياسية وتقاسم “,جبنة ” الدولة والتوزيع الذي يسمونه ” عادل ” بين المذاهب وبين أحزابها المعتاشه وزعمائها على نهب المال العام . ومما سبق ،،فكل حملة جماعة أوركسترا الرهان على الأميركي ومن يتبعه ،،تحت عناوين التغيير وإقصاء قوى سياسية أساسية ،، هو في أقل تقدير ” كلام حق يراد به باطل ” ،، ليس دفاعا عن إعطاء المالية مثلا ،،للطائفه الشيعية ،،أو لإعطاء أي حقيبة من تلك التي تعتبر سيادية أو ” دسمة ” لأي طائفه أخرى ،،إنما هذا التوزيع بين الطوائف وأحزابها يبقى من أساسيات نجاح أي عهد أو حكومة ،،اللهما ،،إلا إذا ذهب الواقع الداخلي نحو أحد ثلاث أمور : ـ الأمر الأول : أن يحصل توافق بين الطوائف وزعمائها على إقامة نظام خارج أي أطر مذهبية وطائفية ،من أعلى الهرم ،،إلى أصغر تفاصيل حياة اللبنانين والنظام اللبناني ._ الأمر الثاني : أن يكون هناك رغبة وفعل لدى المكونات اللبنانية الكبرى وما تمثله من كونها تعبير عن إرادة الطوائف والمذاهب ،،بأن تعطي ” شيك على بياض ” لحكومة تكنوقراط لا تتمثل فيها الأحزاب ،،،وفي حال بلوغ هذا المستوى من التوافق الداخلي ،،يمكن عندها للمواطن اللبناني ،،أن يراهن على قيام دولة الحد الأدنى من الإصلاح والمحاسبة ،، ودولة تضع اللبنة الأولى لوقف المحاصصات وتوزيع المغانم بين المذاهب ._ ألأمر الثالث : إن مواقف الولايات المتحدة وحلفائها ك كانت طوال الفترة الماضية ،و بما لا يقبل الشك ،،وراء النسبة الأكبر من الإنهيار والنهب والفساد الذي ضرب البلاد منذ أكثر من 30 عاما وحتى اليوم ،،فإلإدارات الأميركية المتعاقبة ومعها حلفائها غطوا وشجعوا من كان في إحضانهم أو مازال ،،ومثالا على ذلك حاكم مصرف لبنان السابق ومافيات المصارف وتهريب الأموال للخارج ،،عدا عن محاصرة لبنان في شتى مناحي حياة اللبنانين ،،ولذلك ،،فلا وجود لأي مؤشر لحصول تغيير في سياسات الولايات المتحدة نحو لبنان .وطالما هناك إستبعاد لمشاركة مباشرة من القوي السياسية،على قاعدة التناغم بينها حول قضايا الإصلاح وإقامة الدولة العادلة بحدودها الدنيا ، وطالما لم تتوافر ظروف تشكيل حكومة تتفق َمع الأمور الثلاث السالفة الذكر ،، فأي متابع أو مراقب يتأكد أن لا شيء تغيير في كل ماسبق ذكره ،. والخلاصة الوحيدة لكل صراخ ” القوات” وحلفائها حول توزيع الحقائب بخاصة المالية ،،هو مجرد كذب ونفاق ،،مع أنه ألإعتبارات المذهبية والطائفية والمحاصصه ستبقى قائمة ،،وكل الشعارات الكبرى من إصلاح متكامل ومواجهة كل أنواع الفساد ،،يبقى من المستحيلات مع نظام مذهبي عفن في كل بنيان الدولة ،،ولذلك فأي حكومة حتى لو كانت من ” الملائكه ” فلن تستطيع فعل ،،سوى الحد الأدنى بحدود ما حصل في بعض المراحل السابقة ،،لأن شعور أي طائفه بأنها خارج القرار والمنافع أو أنها مغبونه ،سيدخل البلاد في مربع العرقلة والمراوحة ،،إلا ،إذا كان هناك من يستطيع تغيير عقلية الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني التي تتحلق حول مذاهبها وزعاماتها ،،أو أن يتم المجيء بشعب اخر للبنان ،،ليحل محل اللبنانين وزعاماتهم ،،مع أن الواقع اللبناني ،، مؤلم ومحبط . ولذك فحملة القوات وكل أوركسترا المتماهين مع الخارج ،،، من أحزاب مذهبية و”قرطة” نواب مدعي التغيير وشلل زوار السفارات حتى أخر الشهر،، على وزارة المالية أو توزيع بعض الحقائب ،، هو إمعان في محاولة إستغلال نتائج العدوان الإسرائيلي وعدم إنسحابه من القرى الأمامية ،،بل إن هذه الحملة توسعت ليدخل بها الاميركي وكل الأوصياء الجدد وصولا للإسرائيلي لتبلغ رفض ما إخترعوه مجددا من رفض إعطاء الثنائي وحلفائه الثلث المعطل ،،وزجوا التيار الوطني الحر من بين هؤلاء الحلفاء .و لذلك فأهداف من يرفعون شعارات كاذبة عن الإصلاح ومحاربة الفساد كما هي شعاراتهم المزعومة حول السيادة ،،كانوا كما،، غيرهم من أكلي “جبنة ” الدولة ،، ولم تقتصر حملتهم على إعطاء المالية للثنائي بل ذهبوا أبعد من ذلك لرهن أحزابهم وبلدهم لرعاتهم في الخارج ،بدءا من الأميركي . ومما سبق ،،،لم يعد مخفيا أن هذا الفريق بات يعتاش على رهن لبنان ومصالح البلاد الوطنية،،، لمن يمولهم ويدفع لهم ” أكثر ” وهذا الإرتهان للخارج رفع من هستيريا القوات وحلفائها ومن يحركهم لتسويق هزيمة المقاومة ومعها الرئيس بري وحتى طائفه بأكملها ،،لغايات ،،بعضها داخلي،مرتبط بألأجندة الأميركية التي شاركت المحتل بعدوانه لسحب سلاح المقاومة والإدعاء بأن هذا السلاح لم يعد له وظيفة بزعم أن هذا السلاح تسبب بما أصاب لبنان وليس المحتل النازي ،والهدف الأخطر ،،بأن لا يكون في الحكومة طرف لبناني وازن يرفض بالكامل ما بدأ الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب العمل له عبر إعادة تعويم مشروع الشرق الأوسط الجديد وإستطرادا إعادة تعويم وتوسيع إتفاقات إبراهام ،،بما يؤدي لتطبيع باقي الدول العربية مع العدو الصهيوني ،من السعودية للإدارة الجديدة في سوريا وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها وما ،،إلإنذارات التي وجهها ترامب لكل من النظامين المصري والأردني .للسير بتهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء وإلإردن ،بالتوازي مع البطش والتنكيل والقتل بأهالي الضفة الغربية سوى البداية وبالتالي ،،فإذا ما تمكن ترامب من تحقيق ما يري beده ،فالخطوة الثانية ستكون تهجير أهالي الضفة الغربية وبعدها عرب 48 نحو لبنان ،، وبما يفرض على الدولة اللبنانية لا حقا السير بمخطط التطبيع مع العدو. ،،،وما قام ويقوم به فريق التعطيل والرهان على الأميركي و إلإسرائيلي ،وفي الأساس سمير جعجع الذي تحول إلى” أفيخاي ” لبنان ،، منذ العدوان الصهيوني على لبنان ،،إلى التهليل لبقاء الإحتلال في القرى الأمامية والحملة المشبوهة على الحراك الشعبي الأسطوري لطرد المحتل من القرى الأمامية بعد إنتهاء فترة ال 60 يوما إلى مايضعه من فيتوات مشبوهه ،يريدها الإسرائيلي ،، على كل التشكيلة الحكومية ،، هو من صلب مايرديده الأميركي و يخدم الغايات الخبيثه التي يخطط لها الأميركي ومن خلفه نتانياهو ،، لإدخال العالم العربي بكامل دوله وشعوبه بما في ذلك لبنان تحت مظلة الهيمنه الصهيونية .وفي الخلاصة ،،فالإمعان في إستغلال العدوان الأسرائيلي ،وفي الرهان على الحصار الأميركي ألإسرائيلي ،،وحلفائهم العرب ،،من شأنه ،،ليس فقط فشل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة أو في عملها ،،في حال نجح سلام بالتشكيل وايضا إفشال العهد ،،بل سيأخذ البلاد نحو الهوة العميقة ..والفتن .