مجددا ابن تيمية يحكم في الساحل السوري..
بقلم د.احمد فخر الدين
*مجددا ابن تيمية يحكم في الساحل السوري..*.ما يحصل بحق الطائفة العلوية في سوريا يجب أن يندى له جبين البشرية….ويجب أن يحرك ضمير العالم…وأن تتحرك لأجله منظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة..وكأن المطلوب إبادة الأقليات في سوريا…على طريقة الإبادة العرقية للفلسطينيين في غزة والضفة بمؤامرة عالمية…ما يحدث يذكرني بحملات المماليك في تاريخ مضى وعلى رأس القرن الميلادي الرابع عشر حملاتهم ضد سكان كسروان من الشيعة الإثني عشرية والأقليات الاخرى التي سكنت تلك المناطق وكانت تجري تلك الحملات بتحريض من ما يسمى بشيخ الاسلام احمد بن تيمية الحراني الذي كان في أوج انطلاقته الفقهية وحيث أفتى بضلال وتكفير شيعة تلك البلاد مما سمح بارتكاب المجازر بحقهم وتهجيرهم إلى السفوح الشرقية لسلسلة جبال لبنان الغربية وداخل البقاع..ما يحصل اليوم في سورية وكأننا أمام مشهد مماثل والمطلوب رأس العلويين يلحقهم باقي الملل…والحجة جاهزة يرفع قميص عثمان من جديد. ” فلول النظام السابق”…….للحقيقة …وفي الواقع لم يكن نظام آل الاسد علويا لتجري انهار الدماء في القرى والمدن العلوية كما يحدث الآن…نظام آل الاسد ارتكز إلى رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي في كل مفاصله…ومعروف أن مؤسسي هذا الحزب ومنظريه الاساسيين هم من خارج الطائفة العلوية…ومن نافل القول إن الحكم في سوريا كان حكما علمانيا مدنيا خارج النطاق الطائفي…وتجىربتي ومشاهداتي مع هذا النظام أن كل من كان يتحدث بموضوع طائفي او يثير مسألة من هذا النوع كان يلقى حسابا عسيرا… الاسد الاول وكذلك الثاني حتى في الحياة الشخصية كانا بعيدين عن الممارسات الطائفية ..صلاتهما ومناسباتهما كانت تحفظ وتلتزم بيئة الجماعة… وحتى في الزواج…مادون الرئيس وزراء ونواب وقادة أمن وعسكر ومحافظين ومسؤولين في الجامعات وشتى مفاصل الدولة كان تتوزع بين طوائف البلد وغالبيتها لأهل الجماعة …الحزب القائد هو الذي يحكم وليست الطائفة..طبعا لم تكنعدالة الحكم تطال الجميع ومثلما طال الظلم طائفة هنا طال بعض الطوائف هناك…لسنا في معرض حوكمة للنظام السابق…كانت له سلبياته كما كانت له ايجابياته…وحسبه أنه كان يشكل واسطة عقد لمحور مواجهة امتد من طهران إلى لبنان …ولو بأثمان غالية …ساعد في تحقيق الكثير من انجازات المقاومة …وللتاريخ أن ينصف او يدين….المهم أن مايحدث اليوم يحدث للأسف يحدث باسم الدين ..وتعتمد مرجعية ابن تيمية من جديد في تصنيف البشر بين مؤمن وكافر ..قبل أسابيع كانت شحنة من كتب هذا الفقيه توزع في المدارس والجامعات والمساجد والتكايا…لتنشأ جيلا تكفيريا آخر لا مانع عنده من قتل وذبح جاره وابن بلده وهو يصيح ب ” الله اكبر”رحمك الله يا ابا الحسن يا أمير المؤمنين عندما عبرت عن هؤلاء الاعراب بأنهم يلبسون لباس الاسلام مقلوبا… د.احمد فخر الدين
