تغيب حزب الله عن الرد على الخروقات الإسرائيلية: بصيرة أم ضعف
*تغيب حزب الله عن الرد على الخروقات الإسرائيلية: بصيرة أم ضعف*تغيب حزب الله عن الرد على الخروقات الإسرائيلية: بصيرة أم ضعف حزب الله بعين العقل والبصيرة لا يريد الرد على الخروقات الإسرائيلية التي تطال مقاوميه على الأراضي اللبنانية ويصطاد الفرص إلى حين وقت الرد، ويستعد ليستعيد قدراته العسكرية. من إسنادٍ لطوفان الحقيقة، إلى دفاعٍ عن لبنان خاض حزب الله اللبناني أشرس معارك الصمود ولم يُسلم ولم يسالم إلا حينما وجد العدو الإسرائيلي أن لا تقدم في هذه المعركة فطالب بهدنة سارعت الدولة اللبنانية إلى تكريسها بإعتبار أن الدبلوماسية ستحمي لبنان… وافق حزب الله على الهدنة تحت شروط الخروج الكامل للعدو من الأراضي اللبنانية وبورقة تفاهم عممت تفاصيلها على وسائل الإعلام لإبعاد الشبهة، إلا أن المسعى الدبلوماسي الذي تقوده الدولة فشل إلى حد هذه اللحظة في الحفاظ على السيادة بإستمرار العدو بتنفيذ ضربات جوية على الداخل اللبناني والتمركز في خمس نقاط حدودية تتسم بالإستراتيجية.في الوقت الذي يطالب الجميع في لبنان من حزب الله ضبط النفس وعدم الإنصياع نحو الرد الإسرائيلي المعادي في أمل التوصل إلى حل دبلوماسي، منح الحزب الدولة حتى هذه اللحظة كل الوقت لتفرض موقفها الدبلوماسي الخارجي حفاظا على سيادتها وحماية لمواطنيها وعاند الحزب غيرته ولهفته على جنوبه وشبابه الأبطال بالصبر الإستراتيجي والبصيرة الإستراتيجية ليكون ما يحصل عبرة لمن إعتبر، حزب الله لا يريد حرباً لكن إسرائيل تريد ودولتنا عاجزة أمام هذا العنكبوت الذي تمده دول العالم بأكثر الأسلحة المتطورة… نحن والكثيرون مؤمنون بأن هذا التغيب عن الإنتهاكات والخروقات ليس ضعفا كما يروج البعض، ونحن نعترف بخسارتنا البشرية للسيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وعدد كبير من القادة والعسكر، وبكثير من القدرات العسكرية وبحسب العدو الاسرائيلي هي بنسبة ٢٠٪ من مجمل قدرات حزب الله العسكرية من قوة للصواريخ والدبابات، وهذا ما صرح به ايضاً الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم واعترافه بالخسائر دون تحديد نسبة معينة.لكن قواعد اللعبة لم تعد بالعناية السابقة بل تدخلت عوامل جديدة .والكثير من المحللون منهم الباحث السياسي بلال اللقيس والباحث الإستراتيجي رامي أبو ملحم الذي يؤمن ان هذا التغيب لا يعني أننا لن نرد بل سنرد في لحظة معينة تجدها المقاومة مناسبة.وبالنسبة لفترة ما بعد الحرب أعاد حزب الله تموضع قوته الإستراتيجية الصاروخية البرية والبحرية و نشط في أقل تقدير مستويات مهمة من الدفاع الجوي والأهم بدل من إستراتيجية التواصل نصف المكشوف إلى التعتيم السلكي واللاسلكي بين مجلس القيادة وعناصره لألا يقع بثغرات الإستعمال التكنولوجي غير الآمن.هذا إن دل على شيء فإن حزب الله لا يتجنب الرد على إسرائيل ضعفا منه وإنما هو يمارس لعبة الوقت في ظل بركان إقليمي وعالمي يمكن أن ينفجر في أي لحظة في وجه الجميع وبدل أن يكون هو منهك ليواجه هذه المخاطر يفضل أن يكون جاهزاً ليحمي هامشه المكاني..في الحسابات الضيقة حزب الله لن يبقى دون رد لوقت طويل هناك فرصة ينتظرها وهي على الطريق، لتتهيئ إسرائيل لما هو آتي.
