كتب الصحافي حسن سلامة . العهد القوي وحكومة حماة
المحتكرين والسارقين يعرقلان عودة النازحين
ما حصل حول قضية إعادة النازحين السوريين في الجلسة الاخيرة للحكومة المبتورة والمعطلة أمر خارج عن المعقول وعن أي مسؤولية وطنية تقتضي الاسراع قدر الممكن وضع الاسس والاليات مع الحكومة السورية لاطلاق خطة جدية وكاملة بما يتيح عودة النازحين الى بلدهم .
فمع بدء وزير المهجرين عصام شرف الدين وضع المجلس في تصور أعده يفترض إعطاء هذه القضية الحساسة أولوية في عمل الحكومة ، تعمد وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ،،، صاحب التصريحات العجيبة حول حفاظات الاطفال ،،،، ألى مقاطعة الوزير شرف الدين وساند حجار الرئيس القوي ، ، ، الحامي للمال العام ،،، وإعتباره أن الوقت ليس مناسبا لطرح هذه القضية بحجة أن الموازنة لا تحتمل مصاريف العودة ( وفق ما قاله وزير المهجرين ) ، ما دفع لرئيس الحكومة التدخل لتهدئة الامور والطلب من الوزير شرف الدين تأجيل إطلاع المجلس على الورقة التي أعدها بهذا الخصوص ليصار الى بحث الموضوع في إجتماع يرأسه ميقاتي لاحقا ،،، وبالتالي جرى منع وزير المهجرين من الكلام مما دفعه لمغادرة الجلسة .
ومن خلال ما حصل في مجلس الوزراء بحق الوزير شرف الدين لانه أراد طرح مسألة النازحين ، يظهر بما لا يقبل الشك ان معظم أهل السلطة ومن يدعون حماية المال العام والعمل لاخرج لبنان من حال الانهيار المخيف الذي وصل إليه لم يبدلوا ولم يغيروا فاصلة واحدة في إدائهم السياسي وفي كل تفصيل داخلي وفي المقدمة قضية النازحين السوريين إرضاءا للاميركي وعمله المستمر لمنع العودة وإستثمارها في مواجهة الدولة السورية ، خصوصا أن هذا الاعترض على بحث عودة النازحين في ظل ماوصلت إليه البلاد يظهر بوضوح أن كل هموم البعض من أهل السلطة إسترضاء عوكر وإدارتها لغايات خاصة تتعلق بمسائل وقضايا باتت معروفة لدى كل اللبنانين ،، وما حصل من تراجع قبل أسابيع قليلة عن الخط البحري 29 ، والعودة للمفاوضات على أساس الخط 23 مع العدو الاسرائيلي ،وبما يتيح للعدو سرقة جزء مهم وكبير من ثروة لبنان في مياهه الاقليمية ، يمثل الجانب الاخر من فضيحة سعي بعض اهل السلطة لاسترضاء الاميركي ،، وأما التحجج بعدم قدرة الدولة ماليا ، فهي حجة أقبح من ذنب ، في ظل ما يتكلفه لبنان سنويا من مبالغ باهظة لسد الحد الادنى من مقتضيات بقاء النازحين بكرامة في لبنان ،،، عدا عن إضاعة أكثر من عشر سنوات سابقة في التلهي بالمحاصصة والارتهان للاميركي للحؤول دون هذه العودة ، حيث كلفت لبنان والخزينة أكثر من 20 مليار دولار في الحد الادنى منذ الحرب الكونية – الاميركية على سوريا ، في موازاة تفاقم التكاليف على الخزينة .
غريب ، امر هذا العهد القوي ومعه الحكومة اللقيطة ، حيث لا هم ولا عمل لهذه الحكومة سوى التغطية على ناهبي المال العام وكل مايحصل ويجري من نهب مستمر وخيالي لما تبقى في جيوب اللبنانين ،، إن من خلال تغطية نهب عصابة المصارف لاموال المودعين عبر فرمانات حامي أصرار منظومة الفساد رياض سلامة ، وإن من خلال تفلت كل أنواع الاحتكارات للمستوردين وكبار التجار في كل شأن يتعلق بحياة اللبنانين ، فيما لم تجد هذه الحكومة اللقيطة سوى زيادة الضرائب والرسوم على الاكثرية الفقيرة من اللبنانين ، في مقابل إعفاء حيتان المال وناهبي الدولة من أي ضريبة ، كما هي الحال مع أصحاب المخالفات البحرية ،، فيما لدى هذه الحكومة العظيمة عشرات الاجراءات الاخرى كان يمكنها الاستعاضة بها للحؤول دون مزيد من إفقار اللبنانين وللحديث بهذا الخصوص يأتي لاحقا …