بعض قوى التغيير تتناغم مع حملة واشنطن وحلفائها ضد المقاومة : عودة للثورات الملونة كتب الاعلامي حسن سلامة
ماخرج به لقاء 7 مجموعات وأحزاب تصنف نفسها إنها خرجت من رحم حراك 17 تشرين عام 2019 من عناوين لاطلاق حملته الانتخابية ، بعضه جيد ومعقول بما خص مواجهة إداء منظومة الفساد والنهب وتفاصيل أخرى ،، ولو أن ما إستوقفني الجانب الاخر من العناوين التي أعلنها وعبر عنها المتكلمين بإسمه ، بحيث يمكن تلخيص هذا الجانب بالاتي :
1 – إن هذا القاء او التجمع الانتخابي الذي وضع له عنوان لحملته ” وحدتنا بداية التغيير ” ، حشر وضعه وإدائه وإستطرادا سياساته في العناوين الكبرى ، كفريق جديد الى جانب من يضعون أنفسهم في خانة ممالئة مايخخط ويعمل له الاميركي وحلفائه ، ولو بطريقة غير مباشرة من خلال طرح عناوين دنكيشوتية حول سلاح المقاومة ، بينما لم يقدموا اي تصور لحماية لبنان من أطماع وعدوانية العدو الاسرائيلي وكأن لبنان على حدود السويد مثلا ، وهذا التوجه، فأقل مايقال عنه إنه يشكل إستفزازا ليس لفريق المقاومة وحده ، وإنما لكل من يدعم ويتحالف مع المقاومة لمواجهة كل الاخطار التي يتعرض لها لبنان من جانب المحتل الاسرائيلي وداعميه .
2- إن أي مشروع او توجه من أي فريق ، مهما كانت رغباته ونواياه ، سيصل الى الطريق المسدود ، بل إنه سيفاقم من تداعيات الانهيار ويزيد من حال الانقسامات العمودية والافقية في الداخل اللبناني ، طالما ان أصحاب هذا المشروع لا يفرقون بين المنظومة الحاكمة وبين جمهور هذه المنظومة ، فمهما كانت المبررات والحجج ، فهذا المنطق لا يقدم أى خطوة واحدة نحو الافضل …. فمن يعتقد ان بمقدوره سحق كل هذا الجمهور لقوى السلطة هو واهم ،، حتى ولو حصلت مفاجأت في الانتخابات ،، فالمنطق وواقع ماعليه أكثرية اللبنانين يقتضي طرح عناوين جامعة وليست مقسمة للبنانين ، ، بدءا من ضرورة إحداث تغيير جذري في بنية النظام الحالي ،، الى عشرات العناوين الاخرى المتصلة بكل تفاصيل النظام وواقع النظام المتوحش .ولذلك غاب عن اللقاء مسائل مصيرية على والمستوى الداخلي وعلى مستوى عدم العودة لمقولة قوة لبنان في ضعفه ،وابرزها ثلاث :
1- العنوان الذي يستوقف أي إنسان مدرك لواقعنا ، يتصل بمسألة حزب الله وسلاح المقاومة ،، حيث بدا ان المقررين في اللقاء المذكور ركزوا جام غضبهم على سلاح المقاومة ، ، محاولين بذلك تبرئة نظام المحاصصة والفساد ومعه طبقة المافيات وناهبي المال العام ،وبالتالي غاب عن بال هؤلاء ان مسألة سلاح المقاومة هي قضية ذات بعد أستراتيجي ، حيث سعى ويسعي الاميركي لضرب المقاومة وسلاحها خدمة للعدو ، وبذلك فمن يرفع هكذا شعار هو يصطف الى جانب الاميركي ، عن جهل او عن علم بذلك ، عدا عن الموقف المشبوه لحلفاء واشنطن في لبنان من هذا السلاح ..
2- من المفترض أن يدرك القيمون على اللقاء وغيرهم ، أن مسالة سلاح المقاومة ، لاتطرح بهذه السذاجة والخفة ، من حيث إدخال أنفسهم ولبنان في صراعات لا طائل منها ، فمسألة سلاح المقاومة أكبر من لبنان بمرات ومرات ، ولا يمكن لاي فريق داخلي المزاوجة بين جمع اللبنانين وبالتالي إخراج البلاد من أزماتها وببن ما يعتبره هؤلاء أولوية نزع سلاح المقاومة ،، بغض النظر عن الاهمية الاستراتيجية لحماية لبنان من خلال سلاح المقاومة ، الى حين ( على الاقل إنفراجات شاملة على مستوى الصراعات الاقليمية ، بدء من القضية الفلسطينية ) ، وهو ما يعني أن يرفع شعار المواجهة مع حزب الله وسلاح المقاومة ، كمن يواجه طواحين الهواء .
3- غاب عن بال هذا اللقاء وغيره من أطراف ترفع او تدعي إنتمائها لقوى التغيير ، أن الاولوية عند أكثرية اللبنانين ومن كل الانتماءات ، بما في ذلك جمهور المقاومة وكل من يدعم مناعة المقاومة ، في إصلاح النظام وتغييره وفي معالجة حال الفقر والعوز التي وصل إليها غالبية اللبنانين ، وليس طرح ملفات خلافية ، لها أبعاد تتعد الواقع اللبناني لحدود الصراعات المشتعلة في كل أنحاء العالم ، كما هي حال البعض ممن يستسهلون إطلاق الشعارات الشعبوية ، من القوات اللبنانية ،، الى أطراف وقوى عديدة تنتمي لنفس المشروع القواتي ، ، وإنتهاءا بالواهم المستجد لفؤاد مخزومي ،،بعد ان كشف عن انيابه ، دون ان يدرك ان أنيابه من ورق كل ذلك سعيا لاستجداء أصوات بعض الناخبين .
3- إن من يتوهم أن حصوله على بضعة مقاعد نيابية وحتى على الاكثرية النيابية ، يمكنه من خلال ذلك إقصاء كل اطراف المنظومة السياسية الحالية عن التقرير في المسائل الوطنية ، بدءا من حزب الله ، يكون بذلك يدفع نحو صراعات داخلية لاتنتهي ، فأي طرف او فريق سياسي لا يأحذ بالاعتبار الواقع اللبناتي المعقد ، سياسيا ومذهبيا ، وبالتالي يدفع لبنان نحو حروب داحس والغبراء والدليل على ذلك ماحصل مؤخرا بعد عودة الشيخة من طائفة الموحدين الدروز الى لبنان من فلسطين المحتلة ، كما ان الامثلة بهذا السياق بالعشرات والمئات .
4- إن من تستهويه الشعارات الرنانة والبعيدة عن ملاقاة ألاسباب الحقيقية لما وصل إليه لبنان ، يغامر بشعبه وبلده ، لان هكذا شعارات لاتتعد الخيال ، على الاقل لسنوات وسنوات ، هذا إذا كنا متفائلين . في وقت يتطلب إخراج لبنان من الواقع المنهار ملاقاة هموم كل أبنائه على المستويات الداخلية ، بمعنى ضرورة إدراك مخاطر الانقسامات الداخلية من جهة ، والرغبة في جمع كل من له مصلحه بالانقاذ والتغيير ومحاسبة كل الفاسدين وناهبي المال العام تقتضي تبني عناوين جامعة لكل من له مصلحة بالانقاذ وكل ما تقتضيه عملية الانقاذ من عناوين سياسية داخلية وملفات مالية ونقدية وإقتصادية وإجتماعية ،، الخ .أما لجؤ بعض من يسمي نفسه بقوى التغيير لاصطفاف وتبني مزاعم واشنطن وحلفائها يكون قد صنفة نفسه فريقا في الانقسامات الداخلية وفي جانب الحلف الاميركي ، وبالتالي تلتقي مباشرة مع قوى مذهبية داخلية إنغمست في المحاصصات الداخلية والرهان على الاميركي ، ولذلك فاللحديث تتمة في هذا الموضوع .
5- إن الحرص على الاصلاح وتغيير الواقع الداخلي ، عنوانه الاول عدم إستفزاز شرائح واسعة من اللبنانين ، بغض النظر عن الاختلاف من بعض القضايا الداخلية والوطنية ، وبالتالي ملامسة هموم أكثرية اللبنانين ، ولو كان جزء اساسي من هذه الاكثرية مؤمنة بما تطرحه المنظومة السياسية ، بكل تلاوينها ، مع الاخذ في الاعتبار مخاوف ومقدسات كل المكونات اللبنانية ، بدءا من جمهور المقاومة والمؤمنين بأن المقاومة ضرورة وطنية لحماية لبنان وللحؤول دون الخطر الوجودي على لبنان وفي الاساس حماية الجنوب من عدوانية إسرائيل وأطماعها ، وغير ذلك زج للبلاد في اتون صراعات داخلية مذهبية وسياسية لا تنتهي … تمعنوا جيدا بكل ما يجري في العالم اليوم … من اوكرانيا الى اخر نقطة صراع ، ومن لايستوعب كل هذا الذي يحصل يعيش في غياهب القرون الماضية .