مقالات

إنتخابات معتوهة والنتيجة عودة للوراء : كل القوى بعجرها وبجرها جعجعة ولا طحين

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

إنتخابات معتوهة والنتيجة عودة للوراء : كل القوى بعجرها وبجرها جعجعة ولا طحين

سؤال لا بد منه ، موجه لحزب السيادةو المزعومة القوات اللبنانية ولرئيسها الموهوم بأحلام اليقظة ، من لكم كل هذه المبالغ الخيالية التي تصرف يمينا وشمالا وفي كل المناطق حيث هناك مرشحون للقوات ، فالواضح ان كل ماترفعونه من عناوين وشعارات نفاق وكذب ، فمن يرشي الناخب ويوزع الاموال شمالا ويمينا ويدعي العكس ومحاربة الفساد ، يكون هو رأس الفساد ، فحتى الان على الاقل سبقتم برشاكم وغشكم كل حيتان المال وكل من يرهن نجاحه بشراء الاصوات ، فأقل مبلغ تقدمونه اليوم يبلغ مليون ليرة ويزيد حسب الحاجة للناخبين ليصل الى ثلاثة ملايين ليرة ،،، والاكيد ان سعر الناخب معكم ومع غيركم من اصحاب الثروات و من تصله مكرمات ال ضخمة من البترودولار لحملاته الانتخابية ، سيرتفع كلما إقتربنا من موعد الانتخابات النيابية ،، فهناك توقعات بأن يتخطى سعر الناخب في أخر الايام قبل ١٥ الشهر المقبل ويوم الانتخابات الى ٢٠٠٠ دولار في بعض الدوائر التي ستشهد معارك إنتخابية طاحنة ، نظرا لصعوبة معرفة مزاج الناخب ولأن وضع القوات الانتخابي وقوى ولوائح معروفة حليفة لجماعة البترودولار شبه ميؤوس منه في عدد لا بأس به من الدوائر سيلعب فيها عمليات الرشى دورا غير مشهود في كل ماسبق ، عدا عن التكاليف الخيالية الباهظة لمئات ومئات اليافطات التي نشرتها القوات في اكثرية المناطق وقوى ومنظمات ال N G O ، بحيث لم يجاري هؤلاء اي طرف سياسي بهذه الكمية الهائلة من اليافطات ، لا اليوم ولا في السابق .

ويبقى السؤال الاهم الذي لن تجاوب عليه القوات من أين لكم كل هذه الثروة ، فيما الدولة وأجهزتها في خبر كان ، بل كثير منها يغطي الرشاوى في غير منطقة وكل أهل السلطة يطمرون رؤوسهم في الرمال حيال كل هذه المخالفات وحيال ماحصل
و يحصل من اعتداءات على عدد من اللوائح ويتعرض لها الكثير من المرشحين في غير منطقة ودائرة كما حصل في الصرفند الى مضايقات ومنع تحرك المرشحين او إقامة ندوات إنتخابية .

ولذلك ، فكل المعلومات والمعطيات تؤكد ان معظم مدعي السيادة ، المدعومين من الاميركي وبعض دول البترودولار وكثير من السفارات الغربية وصلتها مبلغ ضخمة من جهات مختلفة ، خاصة من دولة السفير العائد مؤخرا الى بيروت ، والواضح القوت اللبنانية حصلت على الحصة الاكبر من مساعدات البترودولار ، طبعا ، فهذه المكرمات الانتخابية المشبوهة وصلت أيضا الى اللوائح التي تستميت لوراثة الرئيس سعد الحريري وتياره ، من لوائح فؤاد السنيورة الى لوائح مشابهة في بيروت ووطرابلس وعكار وصيدا وجبل لبنان ، كما ان لوائح ال N G O , هي ايضا لها حصتها التي تفيض بمرات عما تمثل وما يمكن ان تحصل عليه من أصوات .

إذا ، فقبل أقل من شهر على موعد الانتخابات النيابية ، ما لم يحصل امر كبير قد يقود لتأجيل الانتخابات في أخر لحظة، فالبشرة الوحيدة للبنانين من إجراء الانتخابات مايقبله بعض الناخبين من رشى إنتخابية ، من مبالغ مالية الى ربطة الخبز وكرتونة البيض وتسديد بعض الفواتير وكل ما أتت عليه العقول الشيطانية ، خاصة تلك التي يترشح فيها أدعياء السيادة وعشرات من كبار الاثرياء ( رغم مساوئء هذا الرشى وكل هذه الفوضى وإنعدام حرية التعبير ) ، في مقابل منع التحرك لعدد من اللوائح ذات البعد الوطني الحقيقي و التي عملت ولا تزال للانقاذ الحقيقي ، فهذه الكتل رغم قلة مواردها هي وحدها الضنينة على دفع البلاد نحو العافية والاصلاح والمحاسبة ) ،

لذلك ، فالاكيد ان مابعد الانتخابات لن يكون افضل مما سبقه ، بل العكس فكل المعطيات و الترجيحات والتوقعات في ظل الواقع الداخلي لسلوك القوى السياسية المختلفة داخل الحكم والحكومة والمجلس وزعماء قبائل المذاهب وادعياء المعارضة المزعومة ومنظمات ال N G O , واخرين لاهم لهم سوى المقعد النيابي ، بل بالعكس ستكون البلاد أمام ازمات وإنهيارات في كل شيء ، بالتوازي مع حروب داحس والغبراء المذهبية والحزبية ومابين أولئك المراهنين على الاجنبي ممن إختبرهم اللبنانين طوال ٤٠ عاما ، من سمير جعجع وفؤاد السنيورة وحزب الكتائب وكثير ممن كانوا في تاريخ سحيق من ادعياء العروبة ، ولاننسى ” شلة ” واسعة من الاقزام الجدد من ازلام اميركي ،الميشو والمخزومي والعلوش والسعيد و….. ، الى جانب مجموعات واسعة ممن ركبوا حراك الثورة والتغيير عبر ال N G O ,او غيرها ، فحتى من كانت على سبيل المثال الزميله ليالى ابو موسى مصنغة في جبهة داعمي المقاومة ، هاهي تنقلب على كل شيء ، فليس هناك في نظرها خطر واطماع إسرائيلية ، وكل همها نزع سلاح المقاومة بدخول دولي ( بحسب ماقالته في برنامج على محطة ال بي سي ) ومعها المتظر العظيم نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ .

وكل هذا التوصيف لادعياء السيادة ونفاقهم يوازيه نفاقهم عن الاصلاح والمحاسبة ووووو ،،، حيث لم نجد او نسمع فريقا واحدا منهم يقدم برنامجا جديا ومتكاملا في معركته الانتخابية ، وكل جام حقدهم وشعاراتهم إقتصرت على مهاجمة سلاح المقاومة ، بل إنهم عادوا لرفع لشعارات دفنها الشعب اللبناني منذ سنوات طويلة مثل القرار ١٥٥٩ ونزع سلاح المقاومة .

و في الجهة الاخرى ، وإذا ما إستثنينا سلاح المقاومة بمعناها الفعلي ( رغم ماهو مطروح من تساؤلات حيال كثير من التصرفات ممن يفترض أنهم أحرص الناس علي المقاومة ) ، فلا يمكن تبرئة خصوم أدعياء السيادة المزعومة ومدعي الحياد المشبوه ، فهؤلاء كما الفريق الاول لم يقصروا في نهب المال العام وفي تمرير الصفقات ووضع اليد على أملاك الدولة ، الى جانب المشاركة ” ، ” في تقاسم الحصص والمغانم ” ففتي ، ففتي ” وفي احسن الاحوال التطنيش عما كان حصل ولا زال من هدر وسمسرة وصفقات ، ولو ان هؤلاء لم يرهنوا قرارهم للخارج والهيمنة ، وبالتالي ، فخصوم أدعياء السيادة لايمكن تبرئتهم كما الاخرين عن المسؤولية الفعلية عن لما وصل إليه البد من إنهيار وإفلاس ، ومعها نهب اموال المودعين وكل الفقراء ، فالمسؤولية عن هذا النفق وهذا الافلاس يتقاسمه الجميع من معارضين وموالين ومن هم في الحكم اليوم ومن يدعون لانفسهم أنهم في المعارضة الكاذبة ، فكل هذا التحلل الذي يضرب جسد الدولة وحياة ابنائها ، إنتشر بين اللبنانين كما هي حال السرطان عندما ينتشر في الجسم وكل هذا مسؤولية الجميع كبيرهم وصغيرهم ، موالاة ومعارضة كاذبة ، إستفادوا جميعا من جبنة الدولة ، ويمعنون في تفلت المافيات ، من مصارف وإحتكارات وتجار من كل الاصناف لنهب ما تبقى في مصرف لبنان ومن ودائع للفقراء .

طبعا ، ليس من الممكن توضيح وتحديد كل تلك المشاكل المستعصية التي يستحيل حلها مع هكذا طبقة سياسية ، بعجرها وبجرها ، حيث كل ما اولياتها إعادة إنتاج نفسها بنفس الاليات السابقة للنهب وتقاسم الحصص ، حيث ان كل ما يطرح من كل هؤلاء ، موالاة ومعارضة لاتتعدى الشعارات والوعود الغوائية في محاولة قديمة – جديدة لايهام المواطن بصحة نفاقهم ولو أن لكل فريق وطرف أجندته الخاصة ودولته الخاصة ، تيمنا مع ما هو قائم من دويلات على مساحة الوطن كله .

اما الحكومةبرئاسة الميقاتي وما قبلها من حكومات ، فكلها كانت اشبة بعلي بابا والاربعين حرامي ، وتغطيتها مع مجلس النواب واحزاب المذاهب لكل ” شلل ” المافيات وناهبي المال العام ومال اللبنانين في المصارف وخارجها ، فيما الميقاتي وحكومته الميمونة ومجلس النواب ( فهما من نفس العملة ودورهما كان ولا يزال تغطية الطغمة المالية ومافياتها وعصاباتها ، من مصرف لبنان والمصارف ، الى كل عصابات المافيات المستمرة بالنهب والسرقة تحت عينك ياتاجر ، في وقت ان حوت المال وكبير الاثرياء نجيب ميقاتي يعيش في عالم اخر ، وكل اولوياته العودة لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات ، فيما يمعن ومعه منظومة الفساد والمذاهب التسويق لاوهام الدعم التي قد يحصل عليها لبنان من صندوق النقد ، وهي مبلغ لن يتجاوز ال الثلاث أو اربعة مليارات دولار على مدى خمس سنوات في أحسن الاحوال ، في حال حصل تنفيذ شروط الصندوق . وعنب رح تاكلوا يالبنانين بعد الانتخابات ، ببنما جرى هدر اكثر من ٣٠ مليار دولار في اقل من سنتين من الاحتياط في مصرف لبنان واموال المودعين .

كما ان أكثرية الذين يخوضون الانتخابات من موقع المعارضة بإسم المجتمع المدني ومنظمات ال N G O , لا يختفلون سوى بنسبة بسيطة عن منظومة المذاهب ، فهؤلاء لم يرفعوا شعارا واحدا يوحد اللبنانين من جهة ، ويدعو الى تاجيل القضايا الخلافية الكبرى للتوقيت الصحيح . فمعظم اللوائح التي تسمي نفسها إنها تخوض الانتخابات بإسم المجتمع المدني وإن شعارها تغيير منظومة الفساد ، هي لوائح ، إما تدعهما سفارات ودول غربية ، وإما ان هدف مرشحيها التفتيش عن مقعد نيابي ، فيما الباقون ، لا برنامج سياسي او خطة للتعافي ، بل بعض العناوين المتفرقة من هنا وهناك ، مع التأكيد ان التجربة وعمق ازمة النظام وتحلل الدولة وتفشي سياسة الغاب تؤكد بما لا يقبل الشك ان لا إنقاذ ولا إمكانية لاطلاق عجلة الاصلاح وبناء الدولة دون خطة متكاملة ، تبنى على ضرورة الاصلاح السياسي والقضائي والمالي والاقتصادي والحياتي والى كل تفصيل اخر ، بعد مابلغته البلاد من إنهيار وإفلاس ونسبة فساد لم تشهد اي دولة مثيلا لها . عليه ، بل ان كل ماهو مطروح من اكثرية اللوائح المعارضة لمنظومة المذاهب هي بعض الطروحات المجتزأة لمعالجة هذه المشكلة او ما يحصل من هدر في مؤسسة معينة من جهة ثانية ، فيما الحقيقة الساطعة بعد كل ما وصلت إليه البلاد ، ان لا إنقاذ ولا من يحزنون دون خطة نهوض شاملة وإصلاح سياسي جذري للنظام ، ولو أن هناك قلة من لوائح التغيير تتبنى رؤا وطنية شاملة ، بعيدا عن تلك الشعارات الممزوجة التي تقسم اللبنانين وتوسع الشرخ بينهم ، كما هي حال الذين شعارهم الاول والوحيد الانقضاض على سلاح المقاومة . ( فحصر الازمة اليوم بسلاح المقاومة ، ولو ان هناك للكثيرين إنتقاداتهم من حلفاء حزب الله وغيرهم إنتقاداتهم وتعارضات حول سياسات مختلفة للحزب ) ، فإن لجؤ أدعياء السيادة وكثير من تلك اللوائح التي تدعي لنفسها إسم المجتمع المدني لتغيب السبب الاكبر لازمة لبنان وحصر مسؤولية الازمة بسلاح حزب الله ، هو نوع من الانتحار السياسي لهم وللبنان ، فهؤلاء أ يمثلون أجندات خارجية وإما ان على عيونهم غشاء وضبابية وإنعدام المسؤولية الوطنية
،إذا فكل طروحات المنظومة الحاكمة جديدها وقديمها لم يخرجوا عن لعبة طواحين الهواء ، حتى لو تركنا جانبا خطر وعدوانية العدو الاسرائيلي وأطماعه بثرواتنا وأرضنا .

اذا ، الجميع كما حنا كما حنين ، ، نسمع جعجعه ولا نرى طحينا بل نسمع جعجعة مقرونا بمزيد من النهب من هنا والارتهان للخارج من هناك . . وأما اكثرية الشعب اللبناني فيعيش هو في عالم اخر على طريقة مايقوله المثل : لامصلحة تعلوا فوق مصالح جني المال والثروة ولو على حساب الوطن والففراء .

خاا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى