مقالات

العالم يسير على خط رفيع : حرب نووية أو خضوع الغرب

كتب حسن سلامة

الصراع في العالم الى اين سيصل في ضؤ الجنون ة صغيرة لولوج الحل السياسي في الحرب المستمرة داخل اوكرانيا عبر التمويل العسكري واللوجستي والاستخباراتي والمالي ، ومعهم وجود مئات الضباط والخبراء العسكريين من حلف الناتو يدير حرب النظام النازي زيلنسكي .

فإدارة إدارة بايدن أقفلت اي إمكانية للحل السياسي في اوكرانيا ، بل إن واشنطن ومعها الملحقين بها في الناتو لم يتركوا أي وسيلة في سبيل دفع النظام الاوكراني لولوج طريق الانتحار حتى اخر جندي اوكرانب وحتى لو ادت الحرب الى تدمير كل اوكرانيا ، وقتل وتشريد الملايين من أهلها ، حتى أصبح نظام زيلنسكي النازي العوبة بيد اميركا تحركه إعتقادا منها أن ذلك سيؤدي الى إستنزاف روسيا والخضوع لاملاءات واشنطن وأذيالها في الغرب من خلال إنسحاب الجيش الروسي دون تحقيق المطالب والشروط التي كان ولا زال يصر عليها بوتين .

لكن كل ما يحصل في الحرب الاوكرانية عسكريا وإقتصاديا وماليا يؤكد أن كل هذا الحشد والجنون الغربي – الاميركي إرتد عليهم أزمات إقتصادية خانقة والحبل على الجرار اذا مابقي بايدن المصاب بالخرف مستمر في دفع العالم نحو حروب اوسع وأشمل ، حتى أن هذا الجنون الاميركي ومعه جنون المستعمرين القدماء والجدد بدءا من ذاك المعتوه في رئاسة الحكومة البريطانية ، فكل ذلك قد يؤدي الى حرب عالمية لا أحد يدرك نهايتها .

وإذا كانت روسيا أصابتها بعض الخسائر العسكرية ، فذلك مرده الى أمرين ، الاول حرص القيادة الروسية على تجنب ما امكن من قتل للمدنين وحصر عملياتها العسكرية في تحقيق ما طالبت به وليس إعلان الحرب ضد النظام الاوكراني ، الى ما يقدمه حلف الناتو من اسلحة عالية الدقة ، مع خبراء بالالاف من دول الناتو يديرون عمليات الجيش الاوكراني ومرتزقة زيلنسكي .

واي متابع لمصار الحرب في اوكرانيا يكتشف سريعا ان الحرب تحصل ما بين روسيا من جهة وحلف الناتو من جهة ثانية مع اي خطأ من هنا وهناك طالما ان الناتو لن يتوقف عن إرسال الاسلحة لمحاربة الجيش الروسي ولو ان معظمه تدمره الاسلحة الروسية الاستراتيجية وكل طرق إيصال السلاح .

وهذه الاستماته من الناتو لمنع تشكل عالم متعدد الاقطاب ، يشير بوضوح ان هذه الحرب قد لا تنتهي قريبا ، بل بالعكس فإستمرار واشنطن والغرب بدفع الوضع في اوكرانيا نحو مزيد من التصعيد والصراع العسكري ، بات يهدد في اي لحظة بتوسيع دائرة الصراع والحرب الى خارج اوكرانيا وربما صراع اخطر واوسع مابين روسيا وحلف الناتو بدءا من الولايات المتحدة، وهذا التدخل الاميركي الوقح بنفس الشعارات التي دمرت في حروبها عشرات البلدان جعل رئيس اركان الجيش الاميركي ليقول أنه ” إذا سمحنا لروسيا بالفوز باوكرانيا ، فهذا يعني إنهيار النظام العالمي الذي تقوده اميركا وان على بلاده ان تستعمل كل ما تملك من اوراق لمنع روسيا من ذلك ” وهذا يؤكد القلق الجدي لدي الولايات المتحدة وحلفائها من إنهيار هيمنتهم على العالم ، ولذلك أوضح أن بلاده وحلفائها مستعدون لمواجهة نووية ، في حال تمكن روسيا من إنهاء هيمنة واشنطن وحلفائها على العالم ، أي ان واشنطن مستعدة لاي خطوة تصعيدية منعا لاسقاط هيمنتها ولو ادى الامر الى حرب عالمية ، لكن وزير الدفاع الاميركي عاكس رئيس أركان جيوشه بالقول ان بلاده تسعى لتجنب أي مواجهة مع روسيا لمعرفته بالنتائج المدمرة لهكذا حرب وإستطرادا أرجحية بلوغ الحرب النووية عندما تبلغ الامور حدود المواجهة المباشرة .

وإذا كانت كل دول الناتو بما في ذلك الولايات المتحدة تواجه ازمات إقتصادية ضخمة ، بعكس ماكانت تأمله من وراء العقوبات ضد روسيا ( لاسباب كثيرة ليس اوان تحدديدها الان ، لكن يكفي القول ان روسيا فرضت على الغرب إستيراد الغاز الروسي بالروبل ، والاكثر قلقا في الغرب ماسيحصل من إنهيار كامل في حال أوقفت روسيا إمداد دولها بالغاز ) ، لكن مايرعب الغرب وأميركا أكثر يكثير ، هو إحتمال لجؤ القيادة الصينية لاستعادة جزيرة تايوان الى سيادتها ، فعندها سيغرق الغرب واميركا قبل أي دولة أخرى بأزمات إقتصادية وحياتية لاحدود لها ، نظرا لاعتماد الغرب على عشرات وعشرات المنتجات الصينية فالولايات المتحدة تستورد سنويا من الصين بما يزيد عن ٦٥٠ مليار دولار ، كما ان توقف تصدير الرقائق الالكترونية الذي تنتجه تايوان في حال إندلاع الحرب مع الصين أو سيطرة الاخيرة عليها ، خصوصا ان تايوان هي الدولة الاكثر تقدما في العالم بهذه الصناعة وهي تنتج النسبة الاكبر التي يحتاجها النظام الالكتروني في العالم سيعيد العالم سنوات وسنوات الى مابلغته من تكنولوجيا متطورة .

وفي حال بلغ المشهد العالمي هذا المشهد من الازمات والحروب ، فهل يمكن لاي كان تصور ما سيصل اليه الوضع العالمي ، إقتصاديا وعسكريا .

فرغم القوة العسكرية الهائلة لروسيا ورغم ان القوة العسكرية الضخمة للولايات المتحدة ومعها الناتو فدخول الصين بجبروتها الاقتصادي والعسكري سيقلب كل الامور رأسا على عقب لكن دخول الصين الى حلبة الصراع بقوة ، من دون الدخول في إعتراض السعودية والامارات على إغراق السوق العالمي بالنفط وما احدثه هذا الاعتراض غضب أميركي – غربي على ااحليفين لهما .

وبعيدا عن الدخول في إستقراء الوضع العالمي في حال لجؤ الصين الى الحرب لاستعادة تايوان ، لان كل المشهد في العالم سيكون مختلفا ، سنحاول توصيف بعضا مما عليه المشهد العالمي مع تصاعد الصراع بكل أشكاله بين روسيا من جهة والناتو من جهة ، وباتالي هل ، يمكن إحتواء الصراع والحرب في أوكرانيا لعدم تحولها لحرب عالمية ثالثة ، أم يمكن أن تتفلت الامور نحو الحرب الشاملة ، فلكل منها إحتمالاته وترجيحاته .

فبما خص إمكانية تفادي حرب عالمية مع كل ماتختزله من كوارث ، فهناك إحتمالين على الاقل لتفادي حصول حرب عالمية ثالثة وهما :

  • الاول ، ماهو حاصل من تهيب وخوف وقلق في العالم أجمع من الخطر المدمر لاحتمال حصول حرب كونية ، رغم الرؤوس الحامية في الغرب ، خاصة في رئاسة الحكومة البريانية ، ولو أن هناك مسؤولون كثر على مستويات مختلفة في كثير من دول العالم تحذر من تدحرج الحرب شبه المباشرة بين روسيا والناتو في اوكرانيا الى حرب عالمية .
  • وجود تواصل شبه يومي أشبه بالخط الساخن مابين مسؤولين عسكريين كبار في الجيشين الروسي والاميركي لتفادي اي إحتكاك مباشر بين الجيشين .

وفي المقابل ، هناك أكثر من تطور وحدث إستراتيجي من شأنه أن يدفع الصراع المتصاعد ، ليس عسكريا فقط ، بل على كل المستويات مابين روسيا وحلف الناتو ، وأهمها :

  • حتى يكون واضحا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قالها صراحة ، مافائدة وجود العالم دون روسيا ، بالتوازي مع تهديدات شبه متتالية مابين روسيا وحلف الناتو باللجؤ الى إستخدام الاسلحة النووية .
  • الاوهام التي تسيطر على عقول معظم كبار المسؤولون في حلف الناتو ، بأنهم لن يوقفوا تزويد نظام زيلنسكي بالسلاح والخبراء وكل الدعم وعلى كل المستويات الى حين إضطرار روسيا الانسحاب من أوكرانيا ، وهذا الوهم سيبقى مجرد سراب ، بمواجهة قائد لامثيل له ، يقود روسيا ، أي فلاديمير بوتين ، الذي يرهب الغرب بمدى قوة إرادته ودهائه ، حيث أن الناتو على دراية كاملة بأن بوتين لن يتراجع عن أهداف العملية العسكرية مهما كلف الامر .
  • الاستعراضات العسكرية غير المسبوقة بين كل من روسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة ثانية ، بما يتعلق بقطع الاسلحة النووية المختلفة ، دون ان ننسى ما يحصل من تصعيد لا مثيل له في بحر الصين وكل المناطق البحرية هناك مابين السفن النووية الصينية والاميركية ، في ظل ما تقوم به إدارة بايدن من سعي محموم لمنع الصين تهديدها في حال قامت بأي عمل عسكري لاستعادة جزيرة تايوان .

إن العالم ، على شفير هاوية ، تفصله شعرة صغيرة عن إحتمال تطور الصراع الى حرب عالمية كبرى ، تقود لا محالة لحرب نووية ، فالعالم كله من أقصاه الى أقصاه يعيش حالة رعب وخوف من حرب عالمية ثالثة ، الا إذا حال البعض من في الغرب من العقلاء بمنع الرؤوس الحامية في الولايات المتحدة والناتو من الرهان على سراب ساقط مسبقا ، وعنوانه التوهم بفرض الانسحاب على روسيا من اوكرانيا .. وللحديث حول نقاط وقضايا مختلفة تتعلق بالصراع العالمي ستأتي لاحقا ، فالوضع معقد وجوانب الصراع تمتد الى كل أنحاء العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى