أخبار محلية

كيسنجر أكد على ما قاله ناجي أمهز والمجتمع الدولي يهجر اللبنانيين والمقاومة تدافع عنهم عندما نكتب أمرا ما لا يقبله العقل العربي القادم من متاحف التاريخ،

يسارع بعض من ظهرت أسماؤهم بغفلة الزمن للاعتراض على مقالاتنا، بطرق وأساليب لا تساوي ثمن الوقت الذي قد تستهلكه للرد على فراغهم، ودائما تدور الأيام وتثبت أن كل حرف اكتبه أصدق من كل صراخهم وأحلامهم، فالمنطق والواقع ليس قراءة في أضغاث الأحلام، بل هو بحث دقيق لمئات المقالات الصادرة عن مراكز القرار، وربطها بمتغير جيوسياسي، وانعكاسه الاقتصادي، مع إسقاط تداعياته على شعب ما، وكي تخرج بتحليل سليم عليك أن تنطلق من علم الاجتماع، فالمجتمعات غير المحاربة لا يمكنك أن تكتب عن قوتها العسكرية، والشعوب المستعبدة لا يمكنك أن تتوقع انتصارها بأي حرب مهما كانت تمتلك من أسلحة وقوة عسكرية، والدول الصاعدة اقتصاديا ليست الدول التي لا يتجاوز دخل الفرد بها ألف دولار بالسنة.
اليوم ضج العالم بتصريح لكيسنجر حول الحرب الروسية الأوكرانية: وكيسنجر هو الأب الشرعي للنظام العالمي الجديد، مما يعني أن ما يقوله هو يطابق 99 % مما سيحدث بالعالم، و80 % مما يقوله ملزم إن تنفذه وتطبقه غالبية دول العالم.
وفي تصريحه بالأمس جاوب كسينجر على سؤال حول النتيجة المحتملة، قال كيسنجر “إن روسيا ستواصل القتال في أوكرانيا حتى يلتهم الصراع الكثير من قدراتها العسكرية ومواردها لدرجة أن الدولة تخاطر بفقدان مكانتها كقوة عظمى”.
وما قاله كيسنجر بعد شهرين ونصف من الحرب الروسية الأوكرانية كتبه أمهز في 25 – 1-2022 أي قبل النزاع الروسي الأوكراني ورسم نهاية روسيا وصعود إيران التي ستقود الشرق الأوسط:
قال أمهز: “أمريكا تريد لهذه الحرب أن تشتعل، كونها تزيد من عزلة روسيا مع الأوروبيين، وتستنزفها وتضعفها نوعا ما، لأنها حتما لن تكون حرب قصيرة المدى، حتى لو نجحت روسيا باحتلال أوكرانيا، فإن الشعب الأوكراني الرافض بغالبيته العودة إلى الحكم الروسي سيشكل حركة اعتراضية مسلحة، ما يعني حرب عصابات طويلة الأمد ولن يوقفها شيء، حتى انهيار روسيا الاتحادية. فاليوم مطلوب تقزيم الدول، وأهم مقومات النظام العالمي الجديد وأكبر أهدافه، هو تقسيم المقسّم، وتجزئة المجزّأ، لذلك لا تتوقع أي دولة أن تبقى موحدة مهما كانت قوتها ومهما كان حجمها”
كما أن تعليق كيسنجر بالأمس أنه: “مع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، ستحتاج الدبلوماسية والحرب إلى محتوى مختلف، وسيكون ذلك تحديًا وهو أمر لم نقبل به حتى الآن”.
هو يطابق ما قاله أمهز في 15 – 3 – 2022 عن مفاهيم النظام العالمي الجديد:
قال أمهز: “لم يعد بالإمكان تطوير المفاهيم الفكرية والنظم القديمة، من الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية والعروبة، جميعها انتهت في زمن العالم الافتراضي”.
وهذه المقدمة هي فقط لتذكيركم بمقولة كيسنجر قبل عقود، “أن لبنان خطأ جغرافي”، وأنا أعرف سبب هذه المقولة لأنها تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقيام حكومة سليمان العالمية.
المهم هو أن الدول الكبرى ملزمة أن تنفذ مقولة كيسنجر وتصحح هذا الخطأ الجغرافي، وتصحيح هذا الخطأ حسب صناع القرار العالمي ليس بإنقاذ لبنان، بل بشطبه عن الخارطة الجغرافية والسياسية، وتحويلة إلى حلبة مصارعة أو حقل اختبار للقوى المتصارعة بالمنطقة والعالم.
لذلك عندما كتبت عن زوال لبنان عام 2018 لم تكت مقالاتي من فراغ، كما تصور البعض وقد أكد أكثر من زعيم دولة والنخبة السياسية أنه كما إزالة مبنى يأخذ وقتا، فإن إزالة لبنان هي مسألة وقت فقط.
والعقبة الوحيدة أمام النظام العالمي بازلت لبنان هو فقط تواجد المقاومة، لذلك كل ما تسمعونه من بعض تجار السياسة من استهداف للمقاومة، هو فقط للإسراع بإزالة لبنان.
لذلك كل مدعي السيادة من أخصام المقاومة هم ليسوا إلا الدواة بتدمير لبنان وتهجير الشعب مسيحيين كانوا أم مسلمين.
وما تسرب بالأمس من بروكسل حول دمج النازحين السوريين في المجتمع اللبناني، هو مقدمة للزوال،
قبل عقود جاء الأرمن وبسبب الضغط المسيحي تحولوا إلى مواطنين لبنانيين.
وبعدها جاء الفلسطينيين وبسبب ضغوط دول العالم العربي تحولوا إلى لاجئين وهناك مشروع لتوطينهم.
والوحيد الذي يعمل على إعادة الفلسطينيين إلى وطنهم هي المقاومة التي تخوض صراعا مع الكيان الإسرائيلي، إما أن تنتصر عليه وبذلك يعود الفلسطينيون إلى وطنهم أو يرضخ الكيان الإسرائيلي وتحصل هناك تسوية كبرى تفرض على الإسرائيليين القبول بعودة جمع الفلسطينيين إلى فلسطين.
وأيضا المقاومة التي شاركت بهزيمة الإرهاب في سوريا، هي التي كانت تواجه المخطط العالمي لتوطين السوريين النازحين في لبنان، بينما هناك فريق سياسي لبناني هو منخرط إلى أذنيه في مخطط جهنمي لتوطين السوريين في لبنان، وهذا الفريق في مقدمته بعض المسيحيين والمسلمين الذين ينادون اليوم بالسيادة والاستقلال.
إذا يتبين أن الفئة الوحيدة التي تدافع عن ديموغرافية وجغرافية لبنان، هي المقاومة التي منعت قيام الشريط الجنوبي، وحررت جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.
بالختام:
لبنان لم يعد بأولية أحد من هذه الدول، ومن يقول لكم إن هناك اهتماما غربيا أو شرقيا بلبنان هو فقط يكذب عليكم، في لبنان يوجد أمران يهمان دول العالم، هما المقاومة والثروات المائية والنفطية، ومطلوب تدمير المقاومة كي تسيطر هذه الدول على الثروة المائية والنفطية.
والمجتمع الدولي لن يقصر بتهجير اللبنانيين كي يصبح لبنان فارغا من شعبه حتى تتحول شركة مساهمة بين أوروبا وأمريكا، وليذهب الشعب اللبناني إلى الجحيم.
على الشعب أن يقرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى