أخبار محلية

ما ببن إغتيال العدو للمناضلة ابوعاقلة ورسائل نصرالله النارية للاميركي والاسرائيلي وازلامهم في لبنان

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

كنت كتبت ليل الثلاثاء مقالتي عن مضمون ماجاء في كلمة الامين العام لحزب الله السبد حسن نصرالله بما خص موضوع المقاومة لنشرها صباح الاربعاء ،لكن ماحصل في خلال إقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة فجر الثلاثاء – الاربعاء من جريمة وحشية إرتكبها الصهاينة من خلال القتل العمد وعن سابق تصور وتصميم وبدم بارد للمناضلة الفلسطينية الزميلةشيرين أبوعاقلة ما أدى الى إستشهادها على الفور بسبب رصاصة متفجرة وجهها جنود العدو نحو رأسها مباشرة دفعني الى تأجيل نشر رؤيتي للكلام الفصل الذي اكده السيد نصرالله بخصوص المقاومة والرسائل النارية التي وجهها للعدو في حال محاولته سرقة ثروة لبنان البحرية .

فالمناضلة ابو عاقلة لم تتوانى لحظة منذ آكثر من ٢٠ عاما عن عن فضح كل ما يرتكبه الصهاينة من مجازر وأعتقالات وتهجير ومداهمات بحق قرى ومدن ومخيمات الشعب الفلسطيني في مقابل عمليات إلاستيطان الضخمة في كامل الضفة الغربية المحتلة ، فكانت بحق أيقونة الشعب الفلسطيني وإعلامة ، جريئه ، صاحبة كلام حرة وصادقة ، دافعت عن حق الشعب الفلسطيني دون كلل وملل كل تلك الفترة التي عملت بها مراسلة لقناة الجزيرة – القطرية ، الى دفعت حياتها ودمها لاجل حقوق وحرية شعبها .

لكن قناة الجزيرة والمشرفين عليها الذين تابعوا بحرفية مهنية عملية إغتيال أبو عاقلة ، لكن الغريب في الامر أن قناة الجزيرة دعت للتحقيق في كيفية إستهداف المناضلة أبو عاقلة ، تماما كما زعم وزير حرب العدو الصهيوني ، بأن جنوده لم يتعرضوا للاعلامية الفلسطينية ،أي أن هذه المناضلة إستشهدت بلجؤ شياطين الجن لاطلاق النار على رأسها . فالجزيرة كان يفترض بها تكون الجريمة التي إرتكبها العدو مناسبة ليس فقط للدفع إعلاميا لتصعيد الانتفاضة في فلسطين ، بل ايضا لقيادة حملة كبيرة ضد كل اللاهثين والمطبعين مع العدو . كما أن الامر الاخر لم نرى إنه خارج المألوف هذا الصمت الاميركي والغربي والعربي عن هذه الجريمة المروعة ، فلو مثلا قام الجيش الروسي بقتل مراسل لاحدى وسائل الاعلام الاميركية ، لكانت إدارة بايدن وكل الاجهزة الاميركية إستغلوا سقوط مراسل أميركي بما لا يتصوره العقل ، مع إن الاعلام الاميركي لم ينقل يوما خبرا صادقا عن ما يجري في اوكرانيا وقبل ذلك عن مجازر الولايات المتحدة وكيان العدو ، من فلسطين ، الى لبنان وسوريا والعراق و… ؟ إنه الغرف الذي لايعرف سوى النفاق والكذب .

وفي العودة الى ماكان أكد عليه السيد نصرالله في كلمتيه مساء الاثنين والثلاثاء في سياق المهرجانات الانتخابية قبل أيام من موعد إجرائها ، سأحاول الاختصار قدر الممكن ، ولذلك فالسيد نصرالله وجه رسائل على مستوى عال من الاهمية لكل من الاميركي والاسرائيلي ولكل الاوركسترا التي تتحرك بالروموت الاميركي وما بعد الاميركي ، من حيث ما يطلقونه من نفاق حول المقاومة ودورها وحصر شعاراتهم الانتخاببة بالهجوم على ماتمثله المقاومة من حماية للبنان وأرضه وثرواته . فكل هذه الثوابت الوطنية لاتعنيهم من قريب او بعيد فما يهمه بأن يرضى عنهم سيدهم في الببت الابيض الى أصغر موظف في السفارة الاميركية في عوكر ، فالاولوية عند الاميركي فعل كل شيء لمحاولة ضرب المقاومة تمهيدا لتسليم لبنان لهيمنته وهيمنة حليفته ” إسرائيل ” .

إذا ، فكلمة السيد نصرالله كانت واضحة بكل الرسائل الى وجهها للبعض في الداخل ، وفي الاساس للعنجهية الاميركية التي تحاول جر لبنان للتنازل عن حقوقه بثروته النفطية والغازية ، وإستكمال سرقة مياه لبنان ، والرسالة الاكثر وضوحا وجهت للعدو وتحذيره من مغبة الاعتداء على حقوق لبنان في ثرواته من خلال التنقيب في المناطق العائدة للبنان ، أي التنقيب في حقل ” كريش ” داخل فلسطين المحتلة وعبره سرقة ثروة لبنان في البلوكين ٨ و٩ ، وبمعنى ما يدعيه قادة العدو بوجود خلاف على حقوق لبنان في هذين الحقلين ، مايؤكد ان المقاومة ومعها أكثرية اللبنانين مستعدون لكل الاحتمالات لحفظ حقوق لبنان بإستثناء السذج من بعض اللبنانين ، حتى لا نقول أزلام اميركا والمتزحفطين لنيل رضاها ورضى قادة الاحتلال كما غيرهم من عرب الردة .

ودون الاطالة بكل ماعانه الجنوب من عدوانية وإجرام وتهجير وتدمير منذ إحتلال فلسطين وحتى اليوم ، نذكر هؤلاء السذج والمرتمين بالحضن الاميركي أن قرى وأبناء الجنوب وأنا منهم عانوا وعانينا طوال حياتنا من عدوانية وإجرام هذا العدو ، وفي مقدمة ذلك ما عانيناه ونحن أطفال مع أهلنا من عدوانية ، حيث في اواخر الستينات ومن هم اكبر سنا كانوا يتعرضون للعدوان لمجرد التعبير عن رأيهم الرافض لاحتلال فلسطين ، اي ماقبل وبعد صعود المقاومة الفلسطينية ووجودها على أرض الجنوب ، منذ مابعد عام ٤٨ ، الى الستينات ومابعدها الايام في اوخر الستينات ، مضطرون للهرب ليلا الى كروم واماكن تظللها الاشجار خوفا من عدوانية هذا العدو ، الذي كان يمرح ويصرح ليلا داخل الجنوبية ، فيدخل و يفتش معظم البيوت وحتى يعتقل من كان يجاهر بعدائه للعدو ، من خلال مايرفعه للعدو عملائها من خبريات يقدمها له العملاء ، حيث كانوا يخبرونه بكل تفاصيل مايحصل داخل قرى وبلدات ومدن الجنوب ، خاصة المتاخمة لفلسطين المحتلة .

وجاءت المقاومة الفلسطينية ، التي رفعت راية تحرير فلسطين ( بغض النظر عن أخطاء وشطحات كثير من المنظمات الفلطينية ) ، فكل مافعلته المقاومة في تلك الفترة من عمليات داخل فلسطين ، لم يكن لكل ذلك أي مبرر لهذا العدوان المجرم إحتلال ارضنا وصولا في فترة لاحقة لاحتلال بيروت ومحاولة تنصيب نظام يطبع معها .
وإذا كان الحديث والتفصيل لكل تلك الفترة التي عانى منها أبناء الجنوب من عدوانية الاحتلال وما إرتكبه العدو الصهيوني من جرائم منذ إحتلال فلسطين وبعدها ، الى إجتياح عام ١٩٨٢ ، الى كل الجرائم الاخرى خلال وجود عملائها في مناطق واسعة جدا ، الى ان إنحصر جنوب الليطاني ، فهي بالمئات والالاف ، عدا التدمير الهائل الذي اصاب الجنوب وخاصة في عدوان عام ٢٠٠٦ ، ،، ومن ذلك الحين يستمر العدو بخروقاته اليومية بالمئات برا وبحرا وجوا ، ولا دولة تسأل ولا عالم فاقد للانسانية والاخلاق يسأل ،بل أن هذا المجتمع الدولي المنافق يساوي بين إجرام العدو وبين مقاومة هدفها الحفاظ على أرضها وثرواتها تكرار عدوانية إسرائيل ،، بل وتضع دعم عدوانية وإجرام الاحتلال في سياق الدفاع عن النفس ، ، بينما شعب يدافع عن ارضه المحتله فهو في عرف المجتمع الدولي الكاذب ، هو عمل إرهابي .

وإذا كان موضوع المقاومة وحمايتها وتعزيزها وحفظها داخليا ، يفترض أن تكون أولوية كل إنسان وطني ، يريد ويسعى لسيادة وطنه وأن يقف الى جانب المقاومة لابقاء هذا التوازن الاستراتيجي مع العدو ، فالمقاومة وهذا التوازن هو الوحيد الذي يقلق هذا العدو ويحول دون معاودة ماكان يفعله منذ الخمسينات حتى التحرير وبالاخص ما بعد الانتصار في مواجهة عدوان نيسان عام ٢٠٠٦، أما أزلام اميركا وأتباعها على شاكلة زيلنسكي ، من جعجع ، الى السنيورة وكل أولئك الاقزام من الاوركسترا الاميركية .

في المقابل فإن ازلام أميركا وكل من تشغلهم بالمال والاوهام، فلا يمكن لاي عاقل بما يطرحونه من اوهام وشعارات زائفة خبرناها طيلة ٤٠ سنة وما زلنا وبكل وقاحة يركبون شعارات الثورة والتغيير إعتقادا منهم ان المواطن سيقتنع بما يطرحوه من شعارات على طريقة : إكذب ، إكذب ، إكذب حتى يصدقك الناس ، لكن في الوقت نفسه نوجه رسالة صادقة وبكل شفافية ، فكما هو مطلوب عدم المس بالمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة الهيمنة الاميركية ، بات من الضروري وحتى المصيري إطلاق مقاومة داخلية تخرج البلاد من سرطان النظام الطائفي – المذهبي ومعه كل منظومة الفساد والنهب والمافيات بعد ان أوصلوا الداخل اللبناني الى نفق مظلم ، ولا نرى في الافق القريب والبعيد أي فعل جدي من منظومة القوى الفاسدة التي تحكمت بالبلاد ولا تزال بإسم الطائفة والمذهب ، وهؤلاء منهم براء ، فطوائفهم ومذاهبهم يأكلها الجوع والمعاناة ، بينما أرباب السلطة ومافياتهم وأزلامهم جمعوا ثروات بمئات مليارات الدولارات من المال العام وأموال المودعين وحقوق الدولة والبلد بات اليوم في تحلل مستمر كما يتحلل جسم الانسان بعد الموت ، وأما ما يوهمون الناس به بعد الانتخابات فهو مجرد سراب ووعود عرقوبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
  • عناوين
زر الذهاب إلى الأعلى