المتلون و السياسة
الحية المرقطة هي من اخطر الحيات ..سمها قاتل …تشبه مسبحة الصلاة وتجلس في زوايا المنزل فيلتقطها الانسان ظنا منه انها سبحة فاذا بها تعضه وتنفث فيه السموم القاتلة ..هكذا المتلون من الناس …لا لون له ولا طعم له
يتغير حسب الظروف فلا منهجية تفكير عنده واضحة ولا سبيل واضح لديه ..تراه كالحرباء يغير جلده
كلما انبت الدهر قناة ركب المرء في القناة سنانا …رحم الله المتنبي كان شاعرا عظيما
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: “اعلموا أن الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن، فلا تزولوا عن الحق، وولاية أهل الحقّ؛ فإن من استبدل به هلك”
فالمتلون مبغوض من بين عباد الله …واذا ابغض الله عبدا هلك ….
فمن هو المتلون في السياسة والاقتصاد والاجتماع الذي الذي لا يعرف حرفه من طرفه ولا عرضه من طوله يميل مع الريح …نراهم في القرى والمدن والمهجر والوطن
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى مايزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا خَيرَ في وُدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدُّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
الإمام علي بن أبي طالب
فهناك عدو واضح وصديق واضح فهذا يسهل التعاطي السياسي معه …اما من يفضل المصالح والمكاسب على وضوح الموقف والرؤية فعندها لا تعرف مع من تتعامل وتتحير كيف تتعامل …فلم يتأذى الانبياء الا ممن يدعون الدين حيث دخلوه طمعا فهذه قصص موسى وعيسى ويعقوب وبني اسرائيل ومحمد حافلة بان الدين ضد الدين ….هكذا يعبر الدكتور علي شريعتي ….ان الله يبغض المتلون من بين عباده ففي لبنان اكبر مشهدية ولوحة فنية لهذا التلون والتبدل في السياسة ربنا اجعلنا من عباد المخلصين وعبادك المستقيمين ..على صراطك المستقيم ربنا وتقبل دعاء
بقلم الدكتور حسان الزين ١٢/٥/٢٠٢٢