هدم المنازل ..معركةكيّ الوعي. كتب أ. خالد شقورة.
لجأ العدو الصهيوني منذ نشأته على أرض فلسطين المغتصبة إلى استخدام أساليب متنوعة من أجل الضغط على الفلسطيني وإفقاده مجرد التفكير في حقوقه المسلوبة واستردادها يوما ما،وكانت أحد أهم أدوات العدو الجبان هدم المنازل .
وأصبح منزل كل وطني غيور يرفع شعار الثورة ويمتشق سلاحه ليقارع به كيانهم المزعوم هدفا لآلة حربهم الغاشمة.
لقد بدأت سياسة هدم المنازل العقابية قبل انطلاق انتفاضة الحجر عام ١٩٨٧م واستمرت في كل محطات العمل المقاوم للمحتل على مدار أكثر من ثلاثين عاما إلى يومنا الحالي،بهدف كي وعي الفلسطيني الذي يفكر في مقاومة المحتل ،واشتدت هذه السياسة وبلغت ذروتها إبان انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠م في قطاع غزة والضفة المحتلة على حد سواء، حيث تم هدم مئات المنازل الآمنة التي سحقا تحت آلة الحرب الصهيونية أوبفعل متفجرات العنجهية الحاقدة أملا منهم في ثني الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقوقه المشروعة في مقاومة مشروعهم الاحتلالي البربري ،لكن ومع كل اشتداد لهذا الإجرام تبوء تلك المحاولات بالفشل.
وبرغم ذلك الفشل إلا أن العدو يزيد باستمرار من وتيرة هدم المنازل وقصفها على قاعدة مالم يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة وذلك سعيا لتحقيق حالة من الردع وتثبيت قاعدة اشتباك تتيح للعدو كبح جماح العمل المقاوم، لكن بفضل الله تعالى ثم بفضل إيمان شعبنا بعدالة قضيته يعود عدونا في كل مرة يجر ذيول الخيبة والتراجع.
واستطاعت المقاومة الفلسطينية الراشدة في مقابل ذلك الإجرام تثبيت قاعدة اشتباك جديدة وسط صمود أسطوري وشكيمة قوية في معركة سيف القدس حين قررت قصف تل أبيب مقابل قصف المنازل واستطاعت ترسيخها وصولا لاسقاط هذه السياسة العدوانية من قاموس عدونا في التأثير على شعبنا ومقاومته وحرمانه من تسجيل أي نقاط لصالحه وفي المقابل نجحت مقاومتنا بحاضنتها الشعبية من مراكمة نقاط جديدة في معركة الوعي التي تعتبر المكون الأبرز في المواجهة المفتوحة والممتدة حتى تحرير فلسطين من بحرها الى نهرها بإذن الله تعالى…