جولة هوكشتاين خطوة للامام وعشرة للوراء : هل نقترب مع نهاية الصيف من الحرب؟
الكاتب: حسن سلامة
غادر هوكشتاين بيروت عاد هوكشتاين الى بيروت ، فهل نعود الى هذه النغمة التي على مايبدوا أن الاميركي يتقصدها لالهاء لبنان والمسؤولين فيه عبر أوهام ووعود فارغة إفساحا في المجال أمام العدو الاسرائيلي للتنقيب وإستخرج الغاز من حقل كاريش المتداخل مع حقوق لبنان وثروته من الغاز والنفط.
هذا الخطر ، هو الاكثر ترجيحا من جانب الاميركي الذي يتبنى بالكامل شروط العدو ،، حيث لم يحمل معه في زيارته يوم الثلاثاء (14 الحالي ) ، أي إقتراح او تعديل لما كان طرحه في جولته السابقة من شروط ” إسرائيلية ” لتقاسم مايدعيه قادة الاحتلال المنطقة المتنازع عليها في الخط ٢٣ ، بل أعاد هوكشتاين أمام المسؤولين وفي مقابلة له ايضا نفس الشروط السابقة ، ولو أنه أبدى إرتياحه لوجود موقف لبناتي موحد من مطالب لبنان حول حقوقه البحرية وواعد بنقل ماسمعه الى قادة العدو قريبا ..
وإذا كانت الايجابية الوحيدة التي حصلت قبل وصول المبعوث الاميركي توافق الرؤوساء الثلاث على موقف موحد مما سيبلغونه لهوكشتاين ، رغم أن هذا الموقف لم يأت من قريب أو بعيد لحدود الخط ٢٩ ، الذي أثبته المسح الذي كان أنجزه الجيش اللبناتي سابقا ، وهو مايعتبر خطوة سلبية جدا من جانب المسؤولين اللبنانين ، بغض النظر عما يمكن أن تحققه الوساطه الاميركية مابين لبنان والعدو الاسرائيلي من حق للبنان في الخط ٢٩ ، فلو تمسك لبنان بهذا الخط وأصر على إستكمال التفاوض من حدود الخط ٢٩ ، لكانت هناك أوراق قوة إضافية لصالح لبنان ، الى جانب الموقف اللبناني الموحد ، وما تمثله المقاومة من تهديد إستراتيجي وفعلي للعدو ومن مغبة قيامه بإستخرج الغاز من حقل كاريش ، على إعتبار أن لاحدود فعلية بين حقل قانا اللبناني وحقل كاريش داخل مياه فلسطين المحتله ،، فالمبعوث الاميركي حاول أمام بعض المسؤولين الاستفسار عن أبعاد تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من إستعداد المقاومة لمنع العدو من إستخراج الغاز من حقل كاريش قبل بدء لبنان إستخراج الغاز من مياهه الاقليمية ، لأن لجؤ العدو للتنقيب وإستخراج الغاز قبل لبنان يهدد فعليا وعمليا بسرقة كميات ضخمة لايمكن تحديدها من حق لبنان في ثروته من الغاز والنفط ، على إعتبار أن حقلي كاريش وقانا هما حقل واحد ، لكن يفصل بينهما خط وهمي ،بحسب القوانين الدولية للبحار .
لذلك ، فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ، هو من شقين ، الشق الاول يتصل بنية الاميركي وما إذا كان جديا ونزيها في وساطته وبالتالي ، هل سيقوم هوكشتاين وإدارته بالضغط على العدو للقبول بحق لبنان المحدد في الموقف اللبناني للرؤوساء الثلاث ، أم يستمر كما أعلن الموفد الاميركي نفسه بأنه سيواصل وساطته بموافقة الجانبين اللبناني والاسرلئيلي ، وهذا يعني عمليا ، أن على لبنان إنتظار موافقة العدو على موقفه من حقوقه في مياهه البحرية دون اي ضغط اميركي ،، ما يعني أن لبنان سيكون أمام خيارين أحلاهما أمر من الاخر : إما التراجع عن الحدود التي أتفق عليها بين الرؤوساء الثلاث وبالتالي التنازل عن مزيد من حقوق لبنان ، وإما الانتظار لفترة غير واضحة وعندها سيكون العدو تمكن من سرقة الجزء الاكبر من ثروة لبنان من الغاز والنفط ،؟ واما الشق الاخر فهو يتصل بالموقف اللبناني ، وما هي الخطوات والاجراءات التي قد يلجأ إليها لبنان في حال إستمرار الاميركي بالمماطلة وإطلاق الوعود الفارغة ، بينما ينهب العدو غاز لبنان ، خصوصا ان هوكشتاين لم يقدم اي تعهد او حتى تعهد بمناقشة مطلب لبنان بوقف التنقيب في حقل كاريش المتداخل مع خط قانا من قبل الباخرة اليونانية الراسية في هذا الحقل تمهيدا لاستخراج الغاز ، إذا لم تكن هذه الباخرة بدأت عمليا بالاستخراج ، الا إذا الزمت المقاومة العدو ومعه السلطات اليونانية ، مالكة الباخرة المذكورة .
وتأكيدا لكل التجارب والوعود السابقة ، فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، سيلتزم بما كان أعلنه مؤخرا من تهديد للعدو والمعنيين بالباخرة اليونانية بمنعهم من التنقيب وإستخراج الغاز ، إذا ما ثبت لجؤ العدو لسرقة أجزاء من ثروة لبنان .
ومن خلال كل ذلك ، فكل التوقعات والمعطيات بهذا الخصوص تؤكد أن نوايا العدو واضحة بالتنقيب من جانب واحد، مستقويا بالموقف الاميركي الداعم لكل شروطه ، مايعني ان فترة الشهرين او الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة ، من حيث التزام العدو بمطالب لبنان ، أو اللجؤ لحافة الهاوية وصولا لدفع الوضع لحرب مقبلة ، قد لاتنحصر مابين المقاومة والعدو ، بل قد تتوسع لمشاركة كل حلفاء المقاومة بها ، خصوصا في ظل القصف الجوي الذي يتعمد طيران العدو إستهداف سوريا عبر لبنان او من هضبة الجولان المحتلة ، وكذلك تصاعد التوتر مابين إيران والعدو الاسرائيلي، بالتوازي مع إنتفاخ الرؤوس الحامية من قادة العدو بقصف مفاعلات إيران النووية ، الى جانب الاغتيالات التي ينفذها العدو عبر شبكة الجواسيس لخبراء وعلماء إيرانيبن . أعتقد إن نهاية الصيف على أبعد تقدير ستكون ملتهبة ، وسنشهد معها متغيرات في المنطقة ، كما هي الحال في إنتصار روسيا على الناتو ، وقد تكون المتغييرات في المنطقة أبعد من اامتغييرات التي نتجت ولا تزال عن النجاحات التي يحققها بوتين بمواجهة أميركا والغرب .