كيف لكل الأيام أنْ تكون عاشوراء ولكل الأرض أن تكون كربلاء .
كتب علي اللقيس.
منذ أن توَقَدَ القيام في صدر الحسين (ع). أعلن خطته العمليّاتية بشكل مدروس منتظم ، من استدعاء وإعلام من يجب أن يعلموا بأن حان وقت نفير التغيير ولا بد لتلبية نداء التصويب في الرسالة . أرسل سفيره بداعي حشد القوات بالكوفة التي هي بالاصل راسلت بعد أن ضاقت منها الصدور ، حمل كل أهل بيته ومن أراد من المخلصين إلى الهجرة إلى الله ، وطرح المعادلة الصعبة ، أنْ من لحق بنا استشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح ، قسّم إمامنا الأدوار لكلٍ حسب مهامه سواء من القوات المرافقة أو ممن سيحملون تظهير القيام على عاتقهم فيما لو استشهد ، وألقى الحجج على من تخلف وأعلمهم بخطورة تحويل الرسالة الى المُلكِ العضوض ، أعلن للملأ سوأة يزيد وقَبّحَ له طلب البيعة ، وأشار الى بذل الغالي لتحصيل الاستقامة ، وأرسى قواعد تحاكي المهمة التي باتت واضحة المعالم وما بعدها ، سَخّفَ الهروب من الموت وقدر خطه مِخَط القلادة على جيد الفتاة، فلا مفر ، أضاء على كينونة الدين آنذاك ، وتلقّى مؤشرات العودة الى المربع الأول حيث أشياخ أمية قضوا وأبدى خطورة تشويه الدين فيما لو سارت الأمور بحسب بني امية، أشار الى ما يجب أن يكون عليه الأمر القويم إلى يوم الدين ، تسارعت الأحداث التي أوصلت الإمام (ع). إلى إختيار الثمن الأغلى للتصويب في الدين ، وبات قرار الاشتباك غير المتكافئ نصب عينيه ، اقترح التَفَرُد واتخاذ ستار الليل لرحيل الأصحاب فلم يتركوه إلّا مضرجين ، وكان ذلك وسقط الحسين (ع)، بعد أن قسّم الأدوار المباشرة وغير المباشرة وكان أولها وأهمها أنه أرخى بين يدي زين العابدين (ع) وزينب (ع) ، قوارير دماء احتوت كل ما يلزم لإصلاح الدين من تظهير دواعي القيام إلى قض مضاجع من أجرم ، وتخلف ، وأيضاً إنارة طريق من تلوع لمأساة كربلاء ، فكانت المهام تنجز بحسب الخطة الموضوعة ، وتوالت أيام عاشوراء مرافقة العترة الأئمة الأطهار من أبناء الحسين (ع) . ولم يدوسوا أرضاً لم تكن لقيام الحسين (ع) فيها ذكرى ، حيث قال الصادق (ع) إن لقتل الحسين (ع) حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً . وكذا الأئمة الأطهار من العترة الى غياب القائم (عج) الذي غاب وفي نفسه ثأر كربلاء ، ليعود ويكون الطالب بدم المقتول بكربلاء . وفي الحديث من أيامنا إبان غياب القائم (ع) ،قال روح الله .. إن كل ما لدينا هو من عاشوراء … ليثبت أن كل رِفعةٍ في دين محمد (ص) بعد واقعة الطف فيها من خير الحسين (ع) .وهكذا تتضح الصورة أمامنا كيف لأيامنا كلها أن تكون عاشوراء وكيف تكون كل أرض كربلاء . أحبتي فلنبحث عن الدور الذي أراده لنا الحسين (ع). في قيامه لكي نكون ممن أنجز ما هو مطلوب ، فالتقاعس عن القيام بما أولته لك خطة الحسين (ع) في إصلاح الدين لا يقل عن التقاعس بالنصرة يوم عاشوراء ٦١ للهجرة .