لوزير التربية : “النوق إنّ صُرمت لن تجدوا لها لبناً ولا ولداً”
كتب الطالب الثانوي سهيل محمد الطشم
اتحادطلاب٢٠٢٠
ها هو العام الدراسي الجديد على الأبواب، و نحن الطلاب اللبنانيين بتنا نواجه رهاب السنة الدراسية بسبب العوائق و العراقيل التي تقف حجر عثرة أمام استكمال تحصيلنا العلمي، في بقعةٍ من الحرمان سميتموها و طنًا،انتفت فيها ابسط مقومات الحياة الكريمة و باتت فيها التربية على شفيرالحضيض، كما سائر القطاعات و المؤسسات، فأدى هذا التهالك إلى حرماني كما الكثير من شهادتي و فرحتي الأولى.
و على المستوى العام، نحن طلاب الهرمل ومن لا يعرف الهرمل لا يعرف التاريخ نحن وجه لبنان العلمي والحضاري منا الفيلسوف ومنا الشاعر ومنا الأديب قدمنا لهذا الوطن قامات تربوية حملت على أكتافها بناء حضارة عمرها أكثر من الف عام واليوم نتشارك مع زملائنا في بقية المناطق النائية، تعذر العودة إلى ثانوياتنا في أيلول نتيجة الإضرابات المتكررة و المحقة في آن واحد، و في خضم كل هذه الإضطرابات و المماطلات، يضيع مستقبلنا بين فكي دولة عاجزة وأستاذٍ جائع .
و من جهة أخرى، نعاني نحن تلامذة الأطراف البعيدة جغرافيا من مشاكل اعترضتنا سابقا، كالتدفئة في صفوفٍ باردة اجتاحها الصقيع، بالإضافة إلى كلفة النقل الباهظة، بحيث لا يقوى على تأمينها سوى المقتدرين.
يا معالي الوزير القاضي يا من حفظت القانون عن ظهر قلب وحقوق الطفل والإنسان وأصدرت أحكاما” للدفاع عن الحق هل تعلم ان عددا لا يستهان به من الشبان و الشابات في مدينتي، حكم عليهم ظلماً وجوراً بالتسرب المدرسي المؤبد لاضطرارهم للعمل هربا من العوز و الفقر، لإيمانهم أن العلم لم يعد السبيل الأفضل لنيل رغيف الخبز، خاصة في ظل انهيار الجامعة اللبنانية التي تغيب فروعها عن الهرمل، و عدم مقدرة معظم العائلات اللبنانية الميسورة، و التي انتمي انا اليها، على تحمل تكلفة الجامعات الخاصة.
معالي وزير التربية د عباس الحلبي، سعادة المدير العام للتربية عماد الاشقر ، نخاطبكم لأنكم أهلها وسادتها ولأنكم أصحاب همةٍ قوية ونعلم أن بكم الرجاء فأنتم اليوم أصبحتم أملنا الوحيد ونعلم الجهود التي تبذلونها ولكن إفعلوا المعجزة .
أنقذوا المُعلم والمُتعلم وإعلنوا النفير لا تسمحوا لهم بتدميرنا وتحويلنا إلى إهراءات التربية نتساقط في بحر الجهل أمام عيون الجميع ، فالتربية والتعليم هما العمودان الأساس لبناء أمة متماسكة لا تتخبط في المجهول المظلم، ف ”إن النوق إن صُرمت ، لن تجدوا لها لبناً ولا ولدا ”