مقالات

السيادة على المائدة.

بقلم : _ علي نقر _Bawwababaalbeck

كما بات معلوماً أن العشاء الذي كان مقرراً

في منزل السفيرة السويسرية في لبنان أمس الثلاثاء تم إجهاضه بحجة عدم الفهم الخاطئ! و إعتباره يهدد الإستقرار الوطني! في حين أننا نرى موظفاً آخر برتبة سفير لدولة أخرى يُقيم الولائم و الدعوات بمناسبة او من دونها! و السبب دائما يكون منبطحاً تحت عنوان العلاقات الجيدة مع المحيط “العربي” التي نؤكد عليها بشرطها و شروطها…

سفير يسرح و يمرح بين دوائر القرار و البيوتات السياسية و زيارات و إحتفالات و إدارة الحملات الإنتخابية و الدعائية لمرشحيه في الإنتخابات النيابية في أكثر من دائرة ! حتى وصل الحال إلى الإنتخابات الرئاسية! عجيب أمر أتباع السيادة في هذا البلد! و الجدير بالذكر أن المذكور أثبت فشله في ملف الإنتخابات النيابية الأخيرة كذلك في الإنتخابات الرئاسية قريباً…

السؤال اليوم الذي يطرح نفسه: هل يُدرك الجميع معنى الصحوة في تفعيل و تطبيق وثيقة الوفاق الوطني او ما تُسمى بإتفاق الطائف ! لعل الجميع يردد اصلا من دون قراءة و فهم تلك الوثيقة في ذكراها الثالثة و الثلاثون (أقره لبنان بقانون بتاريخ 22 تشرين الأول / أكتوبر 1989) التي و إن طبقت بحرفيتها – كما يزعم اتباع سيادة الولائم- فهي خلاص للبنان من أغلبية المشاكل التي يعاني منها و يُنهي حقبة الإستعمارات الإقتصادية و التبيعيات و ينطلق في بناء إقتصاده الإنتاجي و ينهي بذلك عقود الريعية الإقتصادية و ينهض من سرير العناية الفائقة من القريب قبل الغريب! و للتذكير بالفقرة “ز” من باب الإصلاحات السياسية التي تنص على إلغاء الطائفية السياسية وماذا عن الإنتخابات النيابية وفق القانون الذي يقول بأن لبنان دائرة إنتخابية واحدة على أساس النسبية و خارج القيد الطائفي؟ هل يتحمل طاهي الولائم و ” المعازيم” نتيجتها, و غيرها من البنود التي لسنا بوارد طرحها اليوم..

بكل بساطة و في ظل المتغيرات الإقليمية و الدولية تسعى بعض الدول لمحاولة كسب ما أمكن و الحفاظ على وجودها و لو عبر مطبخ للسياسة و تنصيب نفسها الأب الروحي للطائفة المعنية, في ظل مسعًى آخر جدي يحاكي المتغيرات الجديدة و يسحب البساط منها, و عليه نسأل كل معني بالشأن الداخلي اللبناني ما هو دور السفراء و مدى صلاحياتهم ضمن القانون المرعي الإجراء؟ أم أن السيادة التي تُقدم على مائدة دون سواها تحمل فيتامينات من مختلف الأنواع… و للكلام صلة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى