سبعة أعوام.. تواجه الحقيقة.
“..أنا أسعى وأطمح.. وأجتهد لأترك بصمة وأترك أثراً.. أطمح أن أكون شخصية نافعة، أصنع شيئاً جديداً في الحياة.. أقدم شيئاً لوطني.. أريد أن أكون شخصية متميزة بأخلاقي.. صحيح أن بلدنا عاشت الحرب وعانينا الكثير من الصعوبات.. ورغم ذلك يجب أن نترك أثراً جميلاً..”.
هذه الكلمات بما تضمنته من منهج عمل للشعوب والحكومات في أوقات الحروب وإعادة الإعمار، لم ترد على لسان كونفوشيوس أو أرسطو أو ابن خلدون.. إنما وردت على لسان شام البكور، الطفلة ذات السبعة أعوام..
الطفلة التي استطاعت التغلب على ظروف الحرب الشيطانية على وطنها، بما تضمنته من خسارة أبيها، وإصابتها المباشرة، لم ترض أن تلعب دور الضحية في هذه الحرب، بأن تنسب فشلها المسبق – حتى قبل أن تحاول أو تجرب المواجهة – على الإجراءات القسرية لقيصر، أو على سرقة النفط السوري، أو على ممارسات قسد اللا أخلاقية، أو ممارسات 14 شباط اللا وطنية.
أبت شام إلا أن تكون منتصرة بعد انتهاء حربها الخاصة، لم ترض الشفقة أو العطف، ولم تنتظر الدعم من صديق أو حليف، بل استطاعت أن تثبت أن الإرادة، إرادة الحياة.. إرادة الانتصار.. هي التي تصنع الإنجاز والنصر.. لم ترض شام بإرادة الصمود والصبر فقط، بل انطلقت لتصنع إرادة الإنجاز، هذه الإرادة التي ستعيد بناء سورية بأيدي جميع أبنائها.. وبأيدي حكومتها.. هذه الأيدي الشريفة التي استطاعت الصمود في وجه شياطين الأرض جميعاً، تستطيع الآن إعادة بناء ما دنسه أحفاد هابيل..
بكلماتها البريئة، استطاعت شام أن توصل جملة من الرسائل، لعل أهمها:
1- الحرب ليست شماعة لنعلق عليها كل خلل أو خطأ أو جريمة شعبية أو حكومية.
2- إرادة الحياة، وإرادة المواجهة هي المحرك الرئيس للنصر في الحرب وإعادة الإعمار ومواجهة الحصار اللا إنساني الغربي.
3- الاعتماد على الذات في إعداد خطة البناء الرئيسة، وما قد يحصل من دعم من الحلفاء يساهم في سرعة التنفيذ، ولا يكون هو أساس خطة البناء.
4- الأخلاق هي أساس بناء المجتمعات، ولا بناء إنساني من دون أخلاق.
وهذا يعني أنه لم يتبق هناك أي حجة أو مبرر لأي مواطن ليتذرع ويبرر تجاوزاته الاجتماعية والأخلاقية والقانونية بحجة الحرب أو ضعف الدخل، كما أنه لم يتبق لأي مسؤول أي مساحة ليبرر تقصيره – لا أريد أن أقول فشله – في إيجاد حلول جذرية ومبتكرة للأزمات التي يمر بها المواطن في جميع الدول العربية التي مرت عليها رياح الخماسين الهمجية.
استطاعت شام أن تقول للجميع إن وقت المبررات قد انتهى، وإن وقت العمل والإنجاز قد حان، العمل الموحد بين الشعب والحكومة، فلم يعد هناك مبرر لأحد، والأهم لم يعد هناك وقت للتبرير..