إرادة النصر..
كتب د. خالد المقداد .+خاص لبوابة بعلبك*
المبدأ السائد في القانون الدستوري هو تلازم السلطة والمسؤولية، فحيث يكون هناك صلاحيات يكون هناك مسؤوليات تقابلها وتقترن بها.. وعلى هذا الأساس تحول الملك البريطاني من ناطق باسم الإله، إلى رمز لوحدة المملكة دون أن يملك أي اختصاصات فعلية..
ومن جهة ثانية، يعد الشعب مصدر السلطات، أي أن الرضا الشعبي هو الذي يمد السلطات بشرعيتها، وبالتالي يمكن لنا القول، إن الشعب وفق الفقه الدستوري هو السلطة الأولى في الدولة الحديثة، وهذا يتطلب أن يتمتع الشعب بأعلى درجات الوعي السياسي والمجتمعي..
المتابع لشؤون الجمهورية العربية السورية الداخلية الخدمية الحالية، يرى الصعوبات التي تعاني منها الحكومة في تقديم الخدمات، وفي هذا الصدد، صعد إلى السطح مجموعة من المتهكمين الذين لا عمل لهم سوى تسخيف الإجراءات الحكومية، أو الاستهزاء بها، دون تقديم أي حلول أو اقتراحات بديلة..
وفي المقابل، هناك مجموعات من المواطنين الذين شعروا بقدسية الوطن، وبصعوبة الظروف التي يمر بها، فلم يقبلوا أن يلعبوا دور المتطلب أو المنتظر لتحسن الأوضاع وانفراجها، بل نادوا أنفسهم بضرورة المساهمة في إعادة إعمار وطنهم، ومواجهة الحصار الفاشي ضدهم من جهة، ومواجهة الفاسدين الذين يؤثرون سكب المحروقات في السهول، على أن يقدموها لإخوتهم في الوطن من جهة ثانية..
المبادرة المجتمعية في منطقة داعل السورية، استطاعت جمع أكثر من مليار ليرة سورية، وذلك في سبيل إعادة بناء قريتهم، هذه المبادرة تدل على درجة الوعي السياسي الذ يتمتع به المجتمع الأهلي السوري، والذي كان الهدف الرئيس لقوى الظلام الغربية، التي وبعد إحدى عشر عاما من الهمجية والفاشية ضد الشعب السوري لم تستطع القضاء على انتمائه الوطني..
لسنا هنا بصدد التنظير، فالواقع المعاش نعاني منه جميعنا، وكل منا قادر على أن يساهم في إعادة روح الوطن إلى جسده، ومن يقول إن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة وحدها، نقول له إن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الشعب، مصدر السلطة، والرقيب الأول عليها، والذي يتوجب عليه أن يستشعر أن بناء الوطن يقع على عاتقه هو دون سواه..