مقالات

إن تطاول “شارلي إبدو” على سماحة السيد خامنئي أمر مدان ومستنكر وكان من الممكن تفاديه.

عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

نشرت صحيفة شارلي أيبدو يوم الأربعاء الماضي حوالي 30 صورة كاريكاتورية مسيئة ومشينة جدًا للمرشد الأعلى السيد علي خامنئي ولا تتناسب مع مقامه الرفيع . وقد إختارت الصحيفة هذه الصور من نتاج دعوتها إلى مسابقة دولية منذ 09 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي ولغاية الثلاثين منه كآخر تاريخ لإرسال الرسومات. وقد إختارت الصحيفة رسومها من بین أعمال 300 رسام شاركوا في مسابقة مجلة “شارلي إبدو المشبوهة”.

فهناك فرق شاسع بين حرية الرأي وأهانة المقامات الدينية والسياسية في أي بلد في العالم. والمجلة قد إختارت عن سابق تصور وتصميم إستهداف المرشد الأعلى السيد علي خامنئي مع معرفتهم التامة بمكانته السياسية والدينية، والدعوة إلى المسابقة تثبت ذلك.
فأولًا هذا العمل مستنكر ومدان وكان بإمكان فرنسا رئيسًا وحكومة منع هذه المسابقة للحفاظ على العلاقات الجيدة مع إيران والعالم الإسلامي. فإستهداف المقام الأول في إيران برسومات مسيئة لا تمت إلى حرية الإعلام بأية صلة بل هم عمل عنصري وحقد دفين للإسلام والمسلمين. ويبدو أن المجلة تريد ان تستجر إليها ردات فعل عنيفة كالتي حصلت سابقًا بتاريخ 7 كانون الثاني/ يناير 2015 بعد نشر صور مسيئة لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. فأثناء الإجتماع الأسبوعي لرئاسة تحرير المجلة أطلق مسلحون النار على مكتب الصحيفة ونجم عن الهجوم 12 قتيل بينهم 5 من رسامي الكاريكاتبر وإثنين من رجال الشرطة.

وفي تحليل لمضمون الدعوة إلى المسابقة:

فقد نظمت مجلة “شارلي إبدو” الفرنسية، مسابقة عالمية لـ. “أفضل رسم كاريكاتيري تحت شعار #طرد الملالي” بالبند العرض الضخم جدًا أعلى الملصق.

وعلى يمين الدعوة رسم كاريكاتيري لشيخ بعمامته البيضاء مع شعار شركة NIKE عليها، وعلى ثوبه الأسود كلمات وشعار الشركة.
JUST DO IT
ورافعًا يده الملطخة باللون الأحمر إلى مستوى رأسه.

وفي تفاصيل الدعوة للمسابقة ذات الخلفية الخضراء والكتابة بالأسود والأبيض عليها مع إختلاف كبير في حجم الخط تسأل المجلة :” هل انت مختص بالرسوم الكاريكاتيرية الصحفية او الكرتونية؛ إنتج كاريكاتيرا الأكثر طرافة ووضاعة “للسيد علي الخامنئي القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران”.

للمزيد من المعلومات زوروا موقعنا الإلكتروني
CHARLIEHEDO.FR

إن مجلة” شارلي ابدو” تريد ان تظهر عدائها وعنصريتها للرموز الدينية بشكل عام والإسلام المسلمين بشكل خاص دون أي خجل أو وجل. وقد تجرأت المجلة مجددًا على المرشد الأعلى سماحة السيد على الخامنئي بعد ان سبق وتجرأت على رسول الله من خلال نشر رسومات كاريكاتيرية مسيئة لنبي الله. ودافعت فرنسا يومها عن ذلك العمل المنحط بأنه “حرية التعبير عن الرأي” بدلًا من إدانة العمل والتنديد به. وحرصت “شارلي إبدو” على نشر رسومات سماحة المرشد الأعلى السيد القائد علي خامنئي تزامنًا مع الذكرى السنوية السابعة للهجوم على مكاتب الشركة في كانون الثاني من العام 2015.

كان بإمكان الرئاسة أو الحكومة الفرنسية إلغاء هذه المسابقة للحفاظ على العلاقات الجيدة مع إيران والعالم الإسلامي ولمنع الإساءة إلى الرموز الدينية والسياسية فيها؛ ولكن يبدو أن الصمت الفرنسي الرسمي لما أقدمت عليه مجلة “شارلي إبدو” يحظى بالموافقة والتغطية الرسمية كحلقة من سلسلة الإستهداف الدولي للجمهورية الإسلامية في إيران ورموزها ومقدساتها.

فعلى مجلس إدارة مجلة “شارلي إبدو” ومن يدعمه أن يستوعبوا بأن إستهداف المقدسات والرموز الدينية والوطنية لأي بلد من البلدان هي خطوط حمراء لا يجب تجاوزها بأي حال من الأحوال وإلّا فالعواقب ستكون وخيمة لكل من يتجاوزها.

وإن غدًا لناظره قريب

08 كانون الثاني/يناير 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى