الإعلام ليس تواصلا”.
بقلم خالد المقداد.* خاص *بوابة بعلبك
“الإعلام ليس تواصلا” مؤلف لدومينيك وولتون..
وفقا” لهذا المؤلف؛ يهدف الإعلام إلى إيصال رسائل ممول الوسيلة الإعلامية، أو بعبارة أخرى تحمل وسائل الإعلام رسائل القائم على الوسيلة الإعلامية بغية الوصول إلى هدف ما.. وعليه فإن جميع ما يعرض على الإعلام لا ينطوي على عفوية أو بساطة أو مصادفة أو تعبئة هواء، بل كل ما يعرض يحمل في طياته رسائل تسعى لتحقيق غايات..
في وقت سابق، تناولت إحدى الفضائيات العربية معاناة الأوروبيين وهم على أبواب الشتاء، وتحدثت هذه الفضائية العربية عن فشل الحكومات الأوروبية في تبني سياسة اجتماعية ناجحة، تعمل على تأمين الخدمات لشعوبها.. وفي هذا الإطار تم تخصيص ما يزيد على ساعة زمنية كاملة لمناقشة هذا الموضوع من جميع جوانبه..
لن أكذب عليكم وأقول أني شاهدت البرنامج كاملا” على التلفاز، ولكن في الحقيقة استطعت متابعة البرنامج لمدة خمس عشرة دقيقة، وهي الوقت المخصص للتغذية الكهربائية في بلدي، ثم انتقلت لاستكمال المتابعة على البث المباشر للقناة، وذلك بغية الاستفادة من آراء الخبراء أثناء مناقشاتهم للوضع الأوروبي، لحل مشكلة واقع الكهرباء في بلدي..
إن هدف القائمين على هذه الحلقة باعتقادي قد يتضمن إحدى الرسائل الآتية:
إما عجز الخبراء الأوروبيين عن إيجاد حلول لواقع الطاقة في بلدانهم، ولذلك كان لا بد من مشاركة خبراء هذه القناة خبراتهم في سبيل مساعدة الأوروبيين على إيجاد الحل المناسب.
أو شماتتهم بالحال الذي وصل له الأوروبيين، وهو ما لا أرجحه..
أو إيصال رسالة للمتابع المحلي بأن ما يعانيه تعانيه شعوب أكثر الدول الأوروبية تقدما”، ولذلك لا مبرر لك بالتذمر..
في الحقيقة؛ أعتقد أن الرسالة الثالثة هي التي استقبلتها، ولكن السؤال الذي ثار في ذهني؛ هل استطاع المتابع المحلي لهذه القناة من استقبال هذه الرسالة استنادا” للواقع الكهربائي؟ وفي حال توافرت الطاقة لديه؛ هل امتلك ترف متابعة ما تعانيه القارة الأوروبية؟
في واقع الأمر؛ إن مجتمعاتنا العربية تعاني ما تعانيه من المشاكل والصعوبات، وهي أولى بالمناقشة والبحث الجدي، في سبيل إعادة البناء الحقيقي للوطن، وإعادة روحه له..