جنرال عوكر الجديد
بقلم : علي نقر
ذاب الثلج و بان مرج الجمهورية الثالثة التحررية صاحبة شعار “لا للفساد و نعم للمحاسبة”، وجملة من العناوين الفضفاضة التي تلعب على أوتار الوجع الإجتماعي في وقت اصبح جُل الشعب اللبناني تحت خط الفقر، ولم يسلم من موجة التجويع الممنهجة طيلة ثلاثين سنة إلا من ركب سفية –الخلاص- الأمريكي و أصبح بوقاً وحجراً على رقعة ما يُسمى بالوطن الحر.
بدأت القصة التي طالما دأب الطامح لرئاسة الحكومة عمر حرفوش على إنتاجها وعزفها طيلة فترة نشازه السياسي، وهو القادم من عرض الازياء وشياطين فكره تصور له ان السياسة هي مسرح للعرض، وما كاد يأفل نجمه حتى أطل علينا مجدداً مبشراً بالقائدة التي ستقود التغيير الجذري المنشود له ولمن يراهن على الولايات المتحدة، والتي تتمثل بالسفيرة الأميركية الخامسة الجديدة القادمة “ليزا جونسون”، وأنها قادمة قبل الصيف، وهي” الخبيرة “بمحاربة الفساد الحكومي واحترام وسيادة القانون”، وفق تعريفه بها، علما أنها من صلب الادارة الاميركية وإحدى مهندسات السياسة الأميركية الشرق اوسطية”، و يُذكر أن حرفوش المرشح العارض أنفق على حملته الإعلانية في الإنتخابات ما يقارب الثلاثة ملاين دولار، ولم ينل سوى 1003 صوت تفضيلي فقط لا غير.
و هنا نسأل حرفوش لماذا قفزت نحو الصيف الحار دون المرور بنسائم بالربيع الفصل الذي لطالما تغنت به الإدارات الأميركية في مستعمراتها في غرب أسيا، وعملت على قمع ربيع شعوبها الثائرة والطامحة لكسر قيدها الإستعماري العربي و الأميركي؟…. فهل سنكون أمام صيف حار جدا؟
إذاً المرحلة القادمة تقودها -الجنرال- ليزا جونسون التي من المتوقع وصولها قريباً ان لم تكن وصلت إلى آخر مستوطنة أمريكية مستحدثة – السفارة الأميركية الجديدة(الدولة) في عوكر-، الرابضة على قلب غرب آسيا المطلة على شرق المتوسط لتخطف الاضواء سفارة واشنطن في المنطقة الخضراء في بغداد، و التي سيتم إفتتاحها خلال فترة تولي جونسون عام 2025 وفق المتوقع، وعنها قالت السفيرة السابقة ريتشارد آن “وضع حجر الأساس السفارة الجديد هو رسالة قوية للشعب اللبناني بأننا معكم على المدى الطويل ونحن نعتزم مواصلة روح التعاون والشراكة التي سادت على رحلتنا سويا على مدار مئتي سنة تقريبا”، و في السياق نفسه قال السفير الأسبق دايفد هيل:” هذا المشروع يمثل استثماراً في شراكتنا ما بين الولايات المتحدة ولبنان وفي التزامنا الطويل بهذه الشراكة، لن ننتقل بعيدا، فكما كانت السفارة الحالية بيتنا على مر السنوات كذلك ستكون المنشآت الجديدة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه السفارة ستكون بمثابة مركز قيادة للعمليات العسكرية والأمنية ولتنسيق الوجود الأميركي العسكري والاستخباري في منطقة غرب آسيا وليس في لبنان فقط.
عملية البحث عن (الجنرال) جونسون على محركات البحث لم تكن سهلة من أجل تفكيك شفيرتها واماطة اللاثام عن هويتها الحقيقة، والتي أدت الى تقلدها مناصب أقل ما يقال عنها أنها حساسة جداً و ذات طابع عسكري وأمني، وهذا ما سنعرضه فيما يلي: إنها المرأة الخامسة على التوالي التي تشغل هذا المنصب في لبنان؛ فقد شغلت ليزا جونسون منصب نائبة لقائد الكلية الحربية الوطنية الأميركية ومستشارته للشؤون الدولية ومهمة هذة الكلية إعداد ضباطًا عسكريين رفيعي المستوى ومسؤولين مدنيين لأدوار قيادية استراتيجية، فضلاً عن أنها كانت مندوبة بلادها في مكتب الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ومديرة لمكتب إسرائيل السياسي – العسكري في مكتب شؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية، ومراقبة في مركز العمليات في مكتب شؤون الشرق الأدنى، ومديرة مكتب أفريقيا والشرق الأوسط في «مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدّرات وإنفاذ القانون، وتنقلت بين باكستان و جنوب أفريقيا و أنغولا و لبنان التي عملت فيه ضمن فترة ولاية السفير فوق العادة جيفري فيلتمان، وما أدراك مامسرحيات فيلتمان التي شهدها كل الشعب اللبناني في أخطر مراحل تاريخه الحديث، والتي يبدو اننا سنكون على موعد مع نسخة خطيرة جداً تؤسس لعقود، فالسفير الجنرال ليزا جونسون ستدير ولايتها بأريحية من جهة نتيجة جهود من سبقها في المنصب وبخلفية أمنية وحتى عسكرية إذا إقتضى الأمر…
لعل البشارة التي طبّل بها الحرفوش ستترجم بمزيد من الضغط بالملف الرئاسي كي لا تبقى جونسون قائمة بالأعمال فقط مما يُعيق البدء بالمهام الجديدة لها بعد خليفتها دوروثي شيا التي عملت طيلة فترة ولايتها على بروباغندا ان المخلص هو الأميركي ولذا جمعت حولها الطامحين ممن يدعون السيادة والمعارضين الجدد، ولكن السؤال كيف سيقدم هؤلاء أوراق إعتمادهم الجديدة للجنرال الجديد في عوكر وبأي زي؟
وللكلام تتمة ….