الباحث السياسي البروفيسور طلال عتريسي في ندوة سياسية اقامها الحاج عماد فقيه في منزله.
عتريسي عن العوامل التي دفعت بالمملكة السعودية لاتخاذ قرار الاتفاق مع ايران، الذي بدا مفاجئا ولكن في الحقيقة ان القرار السعودي لا يمكن ان يكون قد اتخذته بين ليلة وضحاها بل نتيجة تراكمات وعوامل تجمعت ودفعت السعودية لاعادة النظر بالكثير من المواضيع… منها عوامل داخلية ومنها خارجية..
العوامل الداخلية الاساسية طموحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتنفيذ مشروع 2030 البلد يجعل البلد منفتح ويغير الصورة النمطية الذي نشأ عليه ومخططه هذا لا يمكن ان يسلك طريقه الا بوقف الحرب على اليمن التي طال امدها واستنزف المملكة ماليا واصبح تهديدا امنيا لكل تقدم مشاريع السعودية بمواجهة خصمها في المشاريع ذاتها الامارت…وفشلها في الانتصار في الحرب الى جانب حلفائها، والعوامل الخارجية عدم الثقة بالاميركي، وتحسين العلاقات مع الجوار واولها ايران تريحها.
وكانت النقطة المهمة للتحول ربما الضربة التي تلقتها في منشأة ارامكو بحيث اوقفت الشركة شهرين، حيث لجأت السعودية الى اميركا التي كانت تمني نفسها ان تقاتل معها في حربها على اليمن ولضرب ايران، لكن اميركا بشخص رئيسها ترامب، قال للسعودي تريدون السلاح نبيعكم ما شئتم، لكن لن نقاتل عنكم…النقطة المهمة ايضا في التحول ان اميركا نفسها بمكانتها العالمية لم تعد كما كانت في السابق..
انا اشبهها بشخص كان يمسك بالعالم وفلت من يديه… لا احد ينكر ان اميركا ما زالت لها اليد الطولى وقوة ضاربة في العالم… لكن القدرة على ادارة العالم وادارة حلفائها لم تعد كما في السابق وهناك ادلة كثيرة على ذلك… والحدث المهم الذي يمكن ان نبني عليه التحول والاتفاق مع ايران، انه خلال سنة حصلت ثلاث قمم بين الصين والسعودية ودول الخليج لا سيما مجلس التعاون الخليجي، هذه القمم حصلت في قاعدة النفوذ الاميركي. الصين تعقد الصفقات والاتفاقيات التي تقدر بآلاف مليارات الدولارات في منطقة النفوذ الاميركي، والصين مطرحة منافس مستقبلي لاميركا فهل هو يعقل ان يكون اتفاق اميركي سعودي لادخال الصين للمنطقة… لماذا لم يحصل الاتفاق الايراني السعودي في العراق او الامارات.. ولماذا كان برعاية الرئيس الصيني مباشرة، ان هذا اعتراف بان الصين تتدخل بشكل مباشر في الشرق الاوسط وقامت لتصالح اهم دولتين في الشرق الاوسط لهما تأثير ونفوذ بغض النظر عن الموقف المتخذ منهما.. الصين عادة لا تتدخل في شؤون داخلية بين الدول وتعلن موقفها من سياسة الدول ولا تقول نحن نؤيد او ندعم، ولا يتكلمون ويعملون بصمت دون مواجهة او قتال ولكن بهذه المصالحة تريد ان ترسل رسالة واضحة لاميركا اننا اصبحنا في قلب الشرق الاوسط… حتى عندما اعلن حزب الله والسيد حسن نصر الله شخصيا اننا نريد ان نتوجه شرقا وان تأتي الشركات الصينية لتبني البنى التحتية.. الصين لم تعطي رأيها بالموضوع ولا ابدت استعدادها لذلك ولا قالت ننفذ اذا طلبت منا الحكومة اللبنانية ذلك عادة لا تدخل الصين في التفاصيل.. اما بالنسبة للاتفاق فالوضع مختلف..الاتفاق حصل برعاية دولة عظمى.. وهي تحمي هذا الاتفاق هذا يعني ان الاتفاق ليس مناورة.. السعودي لا يعمل ليكسب شيء فلو يريد ان يكسب لا يذهب لبداية الحل باليمن ويترك الهدنة.. هو ذاهب للحل في اليمن وهو تغيير في السياسة السعودية وجرأة، وهي من ارادت التغيير وليس ايران لان ايران لطالما تقول نحن مع علاقات حسن الجوار مع الدول الإسلامية وهناك مبادرات عديدة ومنها مع الرئيس الايراني السابق روحاني وكانت مبادرة هرمز للسلام.. الان السعودي اتى وقال انا اريد ان اقوم بتفاهم..
هذا التفاهم نفسره بأساسيتين مفيدتين للمنطقة والمقاومة، اهمها موضوع الفتنة المذهبية الذي اخذ مداه الخطير جدا سابقا، الان يتوقف لا سيما التحريض الاعلامي، وكانت المشكلة الاساسية في علاقات ايران فقط مع السعودية ليس لدى ايران مشاكل مع الخليج ولا البحرين او العراق ولا حتى مصر، توترات ايران كانت مع السعودية فقط، هذا الاتفاق المبدئي يغلق الباب على التحريض المذهبي وقد تغير الآن واصبح الوضع الطبيعي هو السائد، وقد رأينا في الايام القليلة الماضية كيف كان النسق في التعامل من خلال فيديوات عرضت عن استقبالات لايرانيين في السعودية وهو الذي يجب ان يكون.. النقطة المهمة الاخرى مسألة التطبيع التي عملو عليه في الاربع سنوات الماضية، ومن اهدافه ليس فقط العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، بل كان الهدف الاساسي ان تكون ايران هي العدو بدل اسرائيل، وهذا هدف من اهداف التطبيع، وقد رأينا الاعلام والمحللين الخليجيين ماذا صرحوا بان اسرائيل ليست عدوة بل ايران لان اسرائيل لم تعتد علينا او هاجمتنا ومن هذا الكلام… هكذا اتفاق يعني ان ايران لم تعد العدو، يعني نحن انجزنا مسألتين مهمتين استراتيجتين، الاولى اقفلت ابواب الفتنة المذهبية والنقطة الثانية ايران ليست العدو بل عادت اسرائيل هي العدو. هذا انجاز كبير السؤال الاميركي ليس من المعقول ان يكون الاتفاق بارادرة الاميركي وينقل النفوذ الصيني الى منطقته، على كل المستويات الاقتصاد التكنولوجيا التطةير الناعي والخدمات وبالتالي يستحيل ان يكون برضاه يعني يوجد شيء خارج ارادة الاميركي ويجب ان نراه بوضوح، ونرى ان الاميركي مازال على موقفه لا يريد عودة سوريا الى جامعة الدول العربية وما زال قانون قيصر يحاصر سوريا ويقول يجب ان يبقى النظام معزولا، بالرغم من ذلك الدول العربية اتت الى سوريا مصر البحرين والامارت… المصد صدى الولاية