الخطيب: على الحكومة تحمل مسؤوليتها في التخفيف عن المواطنين
اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الشيخ علي الخطيب الى اننا “نكرر رفضنا ان يتحمل عامة الناس وزر الانهيار الاقتصادي، ونطالب السادة النواب برفض زيادة رسوم وضرائب تفاقم معاناة اللبنانيين المعيشية ولا سيما ان غالبيتهم اصبحوا يصنفون في خانة الفقراء، ونطالب الحكومة بأن تتحمل مسؤوليتها في التخفيف عن مواطنيها وزيادة التقديمات الاجتماعية لهم ورفع الرواتب والاجور لموظفي القطاع العام والخاص بما يوفر العيش الكريم لهم، وبدل ان تبحث الدولة عن جبايات جديدة لتغذية خزينتها، فإن من واجبها ومسؤوليتها ان تسترد الاموال المنهوبة وتعيد اموال المودعين المحتجزة في المصارف ، كما نجدد الدعوة للاجهزة الرقابية والقضائية بتكثيف الجهود لمكافحة الاحتكار والغش الذي يجعل من المواطنين فريسة جشع التجار المحتكرين. نطالب مجلس النواب بإلغاء الوكالات الحصرية بشكل صريح ومن دون مواربة. وهنا نستحضر كلام امام المقاومة والوطن السيد موسى الصدر: أوساخ لبنان التي يجب أن تكنس هي المحتكرون والمستبدون والسلطات الغاصبة، أولئك الذين بنوا قصورهم على متاعب الناس واغتصاب حقوقهم، أنتم أيها المحتكرون أول الكافرين بلبنان”.
ولفت الخطيب في خطبة الجمعة في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الى اننا “نناشد المسؤولين والميسورين والمتمكنين بأن يتحسسوا آلام إخوانهم الفقراء الذين لا يجدون ما يسدون به رمق جوعهم ولا يملكون ثمن دواء يشفيهم، فيبادروا الى مد يد العون لكل محتاج، ولا سيما ان وطننا يعاني ظروفا اقتصادية ومعيشية صعبة، وهو مهدد من تفشي جائحة الكورونا التي تستدعي تضامنا وطنيا والتزاما صحيا وتكافلا اجتماعيا. وفي نفس الوقت نوجه التحية لكل من يقدم المساعدات العينية والمادية إلى المحتاجين”.
واعتبر الخطيب بانه “ليست هناك مشكلة في التعايش مع من يختلف معك في الدين فضلا عمن يختلف معك في غيره وان بامكانك التوافق معه على المصالح العليا كالمصالح الوطنية حينما يتهددها عدو او تتعرض للاخطار ولكنه من غير المفهوم وانت ترى الاخطار تتهدد بلدك و مصالحه الا تبادر الى الدفاع عنهما، وان تفسح في المجال بدلا عن ذلك الى المطالبة بالتخلي عن مقومات الدفاع وعما بيدك من اوراق قوة وان تتهم نفسك بانك المعتدي وان عدوك مُعتدى عليه، لانك حينما تطالب بالحياد وبنزع سلاح المقاومة تتهم المقاومة وتبرأ العدو، و هذا هو مطلب العدو وبالتالي تضعف موقف لبنان امامه فما هي المصلحة في ذلك ؟ نحن اول المطالبين ثم المستفيدين من ان يكون الجيش اللبناني من يتولى الدفاع عن سيادة لبنان وعن اهله وثرواته وحدوده البرية والبحرية والجوية، ونحن على الاقل نحب اولادنا كما الناس والاستقرار والامن والحياة الهادئة ولكن ما هو الحل المقنع الذي قدم للبنان؟ هل ما نراه في ما يقدم من حلول في موضوع تحرير ثروتنا النفطية التي يحاول العدو استغلالها ومنعنا من الاستفادة منها، هذا مع وجود سلاح المقاومة الذي لولاه لما حلمنا حتى بالوساطة الاميركية المنحازة لمصلحة العدو الاسرائيلي ان نحرر ارضنا ونلجم العدوان الاسرائيلي بمعادلة ردع جديدة ارستها المقاومة جعلت العدو الصهيوني يفكر الف مرة قبل الاعتداء على لبنان.اننا من هذا المنطلق ندعو الحكومة اللبنانية الى عدم التراخي امام الضغوط وعدم التفريط بالحق اللبناني في الحصول على كامل ثروته النفطية على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة”.
وقال: “نستنكر عملية الاغتيال الصهيونية لشبان فلسطينين، وما تلاها من غارات اسرائيلية على سوريا في انتهاك فاضح للسيادتين اللبنانية والسورية كما هي طبيعة هذا الكيان العدواني ، ونحن اذ نعزي بالشهداء ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل فاننا نؤكد ان إرادة المقاومة صلبة وردها حتمي، ولن تثنيها الجرائم الصهيونية عن بذل التضحيات والمضي قدما في التصدي للعدو ومقاومته بكل الامكانيات والوسائل ، ولنا ملء الثقة ان النصر سيكون حليف شعوبنا ونؤكد من جديد أن المقاومة السبيل الوحيد لتحرير الارض وتحقيق الانتصار. وفي الوقت عينه فاننا نضع هذه الاعتداءات برسم المجتمع الدولي والامم المتحدة ومجلس الامن ونطالب باتخاذ اجراءات فورية تلجم العدو عن طغيانه ولا تقتصر على تسجيل عدد الانتهاكات والاكتفاء ببيانات الادانة والدعوة الى ضبط النفس. ونوجه تحية الاكبار والتقدير الى الشهداء الابرار الذين صنعوا مجد لبنان وعبدوا بدمائهم طريق النصر والعزة بدءا من انتفاضة السادس من شباط وما سبقها من أسقاط اتفاق 17 أيار وما تلاها من عمل مقاوم تكلل بالتضحية واتسم بالشجاعة والايثار ، ونخص بالتحية قوافل الابطال منفذي العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الصهيوني والقادة الشهداء الذين ادخلوا لبنان في عصر جديد دحضوا فيه مقولة قوة لبنان في ضعفه، لتصبح قوة لبنان وعزته في مقاومته وجيشه وشعبه”.