الكيان الصهيوني
- Bawwababaalbeck. 《 لماذا جرى استبدال الكيان الصهيوني بمصر بما يخص خطوط الطاقة إلى اوروبا ؟ 》 بقلم م. حيان نيوف
○ بداية : نعيد منشور كتبناه بتاريخ ( ١٤ – تموز/يوليو )
• حكومة “بينيت” جمّدت اتفاقا مع الإمارات لتصدير النفط الى اوروبا بذريعة آثاره البيئية ..والولايات المتحدة تراجعت عن دعمها لمشروع “إيست ميد” الإسرائيلي لنقل الغاز الى اوروبا عبر قبرص واليونان بذريعة ارتفاع التكاليف ، هذا كله جرى خلال الأشهر الفائتة ، وتم التنازل عن المهمة لمصر التي تم تكليفها بتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط وباتت تستورد الغاز من كيان العدو لتسييله و نقله الى اوروبا بعد ان كانت تصدره للكيان ..
• كل ذلك حصل لسبب واحد ، وهو دخول المقاومة اللبنانية على خط الصراع على الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط منذ اكثر من عام ، واليوم أثبت خطاب السيد ذلك ..
• أما اختيار مصر ، فيعود لأسباب ثلاثة : الاول متعلق بقناعتهم ان المقاومة من غير الممكن ان تدخل في مواجهة مع مصر ، والثاني متعلق بامتصاص الغضب الروسي من هكذا مشروع أو لتجنيب كيان العدو المواجهة مع الروسي ، والثالث متعلق بثقتهم بنظام السيسي الذي جرى تكبيله بالودائع البنكية الخليجية وقروض البنك الدولي بالإضافة لموضوع سد النهضة والموضوع الليبي و السوداني ..
• السيد اليوم أعاد الصراع على غاز شرق المتوسط الى المربع الأول حين قال ” اما ان نستخرج غازنا أو لا أحد يستخرج” ..وهو بذلك رفع حرج المواجهة عن حلفائه مع مصر ، و حيّد في ذات الوقت مصر كوكيل عن صراعه مع الصهيوني الأصيل ..
○ مالذي استجد اليوم ؟ و ما علاقة زيارة السيسي لقطر بذلك ؟ ولماذا الان ؟
• مع اشتداد ازمة الطاقة في اوروبا بفعل الازمة الاوكرانية و فرض الولايات المتحدة لسياساتها على اوروبا ومنعها من الاعتماد على الغاز الروسي ، باتت الولايات المتحدة ملزمة بتأمين البديل لأوروبا على المدى الطويل لتحريرها من التبعية لروسيا في مجال الطاقة ..
• الخيارات الامريكية اتجهت في البداية نحو إيران ، ولأجل ذلك سارت الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا ، وكان هدفها التشبيك بين ايران اوروبا لتحقيق نتيجتين : الاولى تتثمل بإبعاد ايران عن روسيا ، والثانية تأمين البديل لأوروبا ..
• غير أن الاتفاقية الايرانية/ الصينية ، وانضمام ايران لمنظمة شنغهاي ، وقرب الاعلان عن الاتفاقية الاستراتيجية الايرانية/الروسية ، دفع بإيران الى اتخاذ موقف اكثر تشددا بما يخص مفاوضات فيينا وأفشل المخطط الامريكي ..
• من جانب آخر ، فإن الولايات المتحدة لم تغفل يوما عن الغاز القطري الذي تشكل الصين المستورد الاول له بعلم ورضا الولايات المتحدة ، أما الصمت الامريكي عن ذلك فيعود لكون الولايات المتحدة تعتبر قطر قاعدة متقدمة لها ، وباستطاعتها في أي لحظة الإيعاز لها بقطع الغاز عن الصين ، وهو ما يجعل الغاز القطري ورقة ضغط بيد الولايات المتحدة على الصين يمكنها استخدامها متى تشاء ، وهذا ما يفسر التلكؤ والحذر الصيني في اتخاذ موقف واضح من الحرب الاوكرانية في بداياتها ..
• ما استجد مؤخرا ، أن ( مشروع قوة سيبيريا ) الذي يهدف الى تزويد الصين بكميات هائلة من الغاز الروسي قد وضع قيد التنفيذ ، وسيكون بديلا عن مشروع ( نورد ستريم 2 ) ، ما يعني أن الصين وبمساعدة روسيا ستتحرر لاحقا من الحاجة للغاز القطري ، ليضاف ذلك الى اعتمادها على الغاز الايراني بموجب الاتفاقية الاستراتيجية الاخيرة بين البلدين ..
• في ضوء ذلك يبدو أن الولايات المتحدة اضطرت إلى تغيير استراتيجيتها بما يخص الغاز القطري ، وأوعزت إلى السيسي بالتوجه على عجل الى الدوحة ، والمخطط هو نقل الغاز القطري الى مصر وتسييله واعادة تصديره الى اوروبا بشراكة امريكية اسرائيلية اوروبية ، بدت ملامحها عبر اتفاقيات جرى التوقيع عليها مؤخرا ما بين اوروبا ومصر واسرائيل و حتى اليونان و الاردن والسعودية والامارات ..
• من المهم الإشارة الى ان اسرائيل تم منحها أداة التحكم بهذا المشروع والملف عبر نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير من مصر الى السعودية شكلا ، وبالحقيقة فقد تم ذلك وفقا لشروط الكيان الصهيوني الذي بات يتحكم بنقطة الربط الاستراتيجية بين الشرق والغرب ..
○ ما هي العراقيل التي تقف أمام تنفيذ هكذا مشاريع ؟
• إن المعرقل الفعلي لنقل الغاز القطري والخليجي الى مصر ، ونقل الغاز الفلسطيني المسروق من قبل الكيان الصهيوني الى مصر ، يتمثل بالمقاومة اللبنانية و المقاومة الفلسطينية ، وإذا كان السيد حسم الخيار كما ذكرنا في البداية ، فلا بد من التذكير أن العدوان الاخير في فلسطين المحتلة استهدف تصفية الجها/د الاسلامي لذات الغاية ، وكذلك ذهاب وفد حما/س الى موسكو واصدارها بيانها الاخير الذي شكل اعادة تموضع للحركة ، ومن جانب آخر يمكننا تفسر مواقف نظام السيسي الملتبسة من كل عدوان صهيوني على غزة والضفة الى الدرجة التي تجعل مواقف هذا النظام اقرب الى اسرائيل منها الى الفلسطينيين بل الى حد اتهامه بالانخراط في العدوان ، ومن جانب آخر يفسر المواقف التركية الاخيرة من دمشق بعد استبعاد تركيا من مشاريع الطاقة الغربية في المنطقة، واستقطابها من قبل روسيا عبر السيل الجنوبي ..