أخبار محلية

رجل من بلادي

الشيخ محمد مهدي شمس الدين، يعتبر من أبرز الشخصيات الدينية والفكرية في العالم العربي.1. النشأة والتعليم:الشيخ محمد مهدي شمس الدين وُلد في النجف الاشرف عام 1945 في أسرة دينية من الجنوب اللبنانيانتقل في سن مبكرة إلى مدينة النجف في العراق، حيث درس في الحوزة العلمية وبدأ بتلقي العلم الديني على يد كبار العلماء والمراجع مثل الشيخ الخوئي والعلامة الطباطبائي.كان لديه إلمام واسع بعلم الفقه والأصول، بالإضافة إلى اهتمامه بالفكر السياسي والاجتماعي.2. العمل الديني والعلمي:بعد عودته إلى لبنان، شارك الشيخ شمس الدين في تأسيس الحوزات العلمية والأنشطة الدينية في لبنان، حيث أسس العديد من المعاهد التي تهتم بالتعليم الديني والفقهي.عمل على تحديث الخطاب الديني بما يتناسب مع الواقع المعاصر، وكان من أبرز الداعين إلى تجديد الفكر الديني وفق منهج الاجتهاد المعتدل.اهتم بإحياء دور الفقهاء في معالجة القضايا المعاصرة مثل حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والحريات العامة.3. الدور السياسي والاجتماعي:كان الشيخ شمس الدين من الأعضاء المؤسسين لـ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، حيث كان له دور كبير في تنظيم الطائفة الشيعية في لبنان على المستوى الديني والسياسي.لعب دوراً مهماً في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب الأهلية، حيث كان يروج لفكرة الوحدة الوطنية و التعايش بين الطوائف.دعا إلى الحوار بين الأديان و الطوائف، وكان له دور مهم في تعزيز العلاقات بين الشيعة والسنة في لبنان، وفي العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في البلاد.كان له دور بارز في تأسيس الشيعة اللبنانيين كطرف سياسي قوي، لكنه كان دائماً يحرص على إبقاء خطابهم معتدلاً بعيداً عن التطرف.4. مواقفه الفكرية والدينية:كان من أبرز مواقف الشيخ شمس الدين دعوته إلى التجديد الديني والابتعاد عن التعصب المذهبي. كان يرى أن التعددية المذهبية والطائفية في لبنان تتطلب من الجميع أن يعملوا من أجل الوحدة الوطنية وليس الانقسام.كانت مواقفه مؤيدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأشاد بالدور الذي لعبته حزب الله في مقاومة الاحتلال في الجنوب اللبناني.كان يركز على فكرة المقاومة الإسلامية ضد الاحتلالات، ويرى أن الدين الإسلامي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تحفيز الشعوب على التحرر.5. الجانب الفكري والعلمي:من أبرز إسهاماته الفكرية كانت في مجال الإصلاح الديني، حيث كان يسعى إلى دمج بين الفكر الإسلامي التقدمي والتراث الديني، مع الدعوة إلى التفاعل مع التحديات المعاصرة.كتب العديد من المقالات والكتب التي تناولت قضايا فكرية وفلسفية، كما كانت له مقالات في الصحافة اللبنانية والعربية.بالإضافة إلى قضايا فقهية كان له اهتمام خاص في العدالة الاجتماعية، حيث كان يركز على أن الشريعة الإسلامية ليست فقط في الأحكام والعبادات بل تشمل السياسة الاجتماعية والاقتصادية.6. الوفاة والإرث:توفي الشيخ محمد مهدي شمس الدين في عام 2001 في بيروت بعد صراع طويل مع المرض، تاركاً وراءه إرثاً فكرياً ودينياً غنياً.عُرف الشيخ شمس الدين بأخلاقه الرفيعة وهدوءه في معالجة القضايا المعقدة، وكان يُنظر إليه كأب روحي وعلمي للكثير من الشباب اللبنانيين.7. أبرز مؤلفاته:الفكر الإسلامي في القرن العشرين: كان من أبرز كتبه التي تناول فيها تجديد الفكر الديني والإصلاحات التي تحتاجها الأمة الإسلامية.الاجتهاد وتطوير الفكر الفقهي: حيث طرح فيه قضايا الاجتهاد في الفقه وأهمية التعامل مع القضايا المعاصرة بما يتناسب مع روح الشريعة.الشيعة في لبنان: تناول فيه تاريخ الشيعة في لبنان وعلاقتهم مع الطوائف الأخرى، وكان يركز على دور الشيعة في بناء المجتمع اللبناني.8. الدور في المحافل الدولية:كان الشيخ شمس الدين يحظى باحترام واسع على المستوى الدولي، حيث شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الإسلامية والدينية التي كانت تبحث في قضايا العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان في العالم الإسلامي.كما كان له دور في المؤتمرات الإسلامية التي كانت تعقد في الدول العربية والعالمية، وكان يشارك في تقديم رؤى حول كيفية إصلاح العالم الإسلامي من خلال تطبيق المبادئ الدينية الإسلامية.الشيخ محمد مهدي شمس الدين يُعد من الأعلام الذين أثروا بشكل إيجابي في الحياة الدينية والفكرية والسياسية في لبنان والعالم العربي. سيبقى إرثه الفكري والديني حاضراً في الذاكرة الجماعية للعالم الإسلامي، وسيظل أحد الأسماء البارزة في تاريخ الفكر الإسلامي المعتدل والنهضوي.

https://bawwababaalbeck.com/wp-admin

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى