التضليل الإعلامي والمواقع المشبوهة
يطرح علي بعض الإخوة في بقية المحافظات ما الذي يجري عندكم في السويداء ؟! وما حقيقة مانسمعه على مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام المعادي مع أننا لا نصدق كل ذلك ، لأنكم أهل العقل والحكمة المشهود لكم بالمواقف العروبية والوطنية الشجاعة المستمدة من تعاليم التوحيد والفروسية والأخلاق المعروفية الأصيلة ، وأحاول الإجابة بأن التضليل الإعلامي والمواقع المشبوهة المأجورة التي تبث الفتنة والضغينة بين أبناء المجتمع بتحريض خارجي… وتلاقت مصالح المأجورين والعملاء، مع مصالح بعض ضعاف النفوس، من الخارجين عن القانون، وعصابات الخطف، والسرقة ،والإتجار بالمخدرات، الذين أغلق المال والإجرام عيونهم وقلوبهم ، فأصبحوا يشكلون لوحة قاتمة ،وصورة سوداوية تحاول إعطاء صورة للخارج بأن السويداء تحتوي عدداً كبيراً ممن يطلقون على أنفسهم معارضة ، مع أنهم لا يتجاوزون في أحسن أحوالهم عشرات الأشخاص ليس لهم أي تأثير إجتماعي في عائلتهم ومحيطهم ، لكن طبيعة العلاقات العائلية في مجتمعنا والقرابة التي تربطنا ببعضنا البعض ، تجعل هناك حرجاً في مقاطعتهم اجتماعياً أو نبذهم من أسرهم وعائلاتهم ، لذلك يحاولون إستغلال أي مناسبة للإدلاء بدلوهم واطلاق التصريحات النارية والاتهامات الكيدية والكاذبة ، والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها ، وهذا ما يجعل آوادم الناس تعيش بين سندان العملاء المأجورين ومطرقة الزعران والخارجين عن القانون، تحت مسميات مختلفة ، التي أصبح عددها كبير جداً لايمكن احصائها ومعرفة من يقف خلفها ، ويزيد الامر تعقيداً تخلي المجتمع عن الدفاع ودعم القيم الأخلاقية التقليدية التي كان يتغنى بها أجدادنا ، مما ساهم إلى ظهور حالات شاذة تتفرد في الإساءة لمشاعر الآخرين ، والدعاية لبعض الافكار الزائفة التي تتستر بستار الدين ،تحاول استغلال المجال العام لنشر آرائها، إضافة إلى ذلك ، يبدأ ادراج قواعد مناقضة مع الأخلاق التقليدية المرعية في القوانين والأنظمة ، ومحاولة رفع هذه الأصوات عالياً للتأثير على سياسة الدولة وحلفائها ، من خلال محاولة فرض الأقلية قواعدها على الأكثرية ، بإيعاز من بعض الذين يقيمون خارج القطر ، اعتقاداً منهم بأن النتيجة ستكون التغاضي عن سلوك الأقليات الدينية والانتقاص من حقوق الأكثرية في الوطن ، وتطبيق قوانين خاصة ، فما الذي يراه الناس في بقية المحافظات ، وماذا سيقولون ؟! أن من يقول بأن قوانين الدولة لايمكن أن تحمي تقاليدهم الثقافية والدينية ، ينضمون دون أن يعلموا إلى صف اليمين المتطرف في الدول الغربية ، بعد ذلك نتسائل لماذا أصبحنا هكذا وأين ذهب تراثنا العروبي الوطني الذي جسده المغفور له سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى بتمسكه بالعروبة اولاً ، ووحدة سورية ثانياً قبل أي انتماء آخر ،( الدين لله والوطن للجميع ) ، فاستحق أن يكون زعيماً عربياً وقومياً ووطنياً بجدارة ، فأين نحن اليوم من ذلك ؟ وهل الخطابات المتعصبة التخوينية الشاذة التي نسمعها اليوم بين فينة وأخرى ترتقي إلى مستوى ما نادى وعمل لأجله أجدادنا وآبائنا الذين صنعوا مجد الوطن ، وساهموا في تحريره من الإحتلال ؟ شتان مابين ثوار الأمس رحمة الله عليهم جميعاً ومن يدعون اليوم أنهم أحرار ، لأن الحرية لايمكن أن تكون هدفاً بحد ذاته ، وإلا سنجد أنفسنا مضطرين للإعتراف بمظاهرها المتطرفة ، التي تؤدي إلى التدمير الذاتي للإنسان وتفكك المجتمع، الذي يبدأ مع غياب القانون وانتشار الجريمة والفوضى والمخدرات ، التي لايمكن معالجتها إلا أن يقف كل منا وقفة صادقة مع ذاته ، ومع الآخرين ، للوقوف في وجه كل ما يحاك لنا كأبناء شعب سوري صامد ، يدفع عن نفسه الحرب والتدمير …
واختم بقول جلال الدين الرومي، عندما سُألَ جلال الدين الرومي شيخهُ شمس الدين التبريزي:
”كيف تبردُ نار النفس؟ قال : بالاستغناء.
استغنِ يا ولدي فمن تَركَ مَلَكْ.
قال جلال الدين الرومي:
وماذا عن البشر؟ قال: هم صنفان.
من أراد منهم هَجْرَكَ وَجَدَ في ثُقْب الباب مخرجاً…
ومن أراد وُدَّكَ ثَقَبَ في الصخرة مدخلا”…
والله من وراء القصد
الفقير لله مجدي نعيم