الإنفتاح والتّفاعل والتّفعيل. بقلم : حسين أحمد سليم الحاجّ يونس
من منطلق الغوص الهادف في مطاوي بواطني النّفسيّة والعقليّة والقلبيّة والفكريّة، وسبر إختباري لوعي عقلي الثّقافي المعرفي الشّامل، لإكتشاف سعة وحجم معرفتي لما في ثنايا دواخلي التّفكّري النّاضج والقويم النّقد البنّاء بعيدًا عن الإنتقاد الهدّام… لأدرك مدى مستوى ونضوج ثقافة وعيي وعمق استيعابي وإنفتاحي على الآخرين، ومدى قدراتي في البعد الأخر لسيّالاتي الرّاقية الدّرجات على تقبّل الأخرين، وعدم هبوطها في الدّركات المظلمة بالجهل، والبحث الموضوعي في وجهات نظر المفكّرين على تعدّد مناهلهم ومشاربهم ومذاهبهم، وأبعاد معتقداتهم الرّوحيّة والإيمانيّة والفلسفيّة والسّياسيّة وغيرها… دون أن تكون مقبولة بالنّسبة لي، ودون محاكمتهم على ذلك في حال بادروا إلى التّعامل معي بذهنيّة منفتحة الوعي والإدراك والتّفهّم والحوار الهادف والنّقاش الموضوعي الهادف…
ومن منطلق الإعتماد على ملكة الذّكاء لديّ، أستطيع أن أكون أكثر إنفتاحًا على آراء الآخرين، وعلى أيّة أفكار جديدة يُمكنني أن أتعلّمها، وتبنّي الإنفتاح الذّهني، يدفعني للشّعور بالرّاحة، وتقبّل الأفكار الجديدة…
من هنا أنطلق أن لا أنتقد ما لا أعرفه أو لا أفهمه وأدركه، تاركًا فكري المنفتح فرصة لإسقاط فكرة حديرة بالإهتمام… متمسّكا بوعي كامل أنّ الإنفتاح هو فرصة لعقلي البارع كي يُفكّر في فكرة ما دون قبولها… مُستبدلا عقلي الجائع بعقل منفتح، مختبرًا ذكائي بالقدرة على الإبقاء على فكرتين متعارضتين في عقلي في نفس الوقت… حيث للإنفتاح الفكري قيمة كبرى في حياتي اليوميّة العاديّة، متغلّبا على مواقف السّوء من الآخرين، من رؤى ذاتيّة بإنارة زاويتي التي أنا فيها، بعقل واع ومتفكّر ومثقّف ومنفتح ومُشرّع على ثلاثماية وستّين درجة كرويّة…
ومن هذا المنطلق الأساسي، أحترم وجهات نظر الآخرين وأتفكّر بها بعمق، فاصلا بين الأنا النّرجسيّة والذّات الأنويّة، عن التّفكير والفطنة والذّكاء والمبادرة للتّواصل والتّعارف والتّكامل… مُستعدّا لإعادة النّظر في خفايا ومعالم وجهات النّظر الشّخصيّة السّابقة، ومحاولة تحديثها وتنقيتها وتطويرها… متفاعلا بإيجابيّة مع الآخرين من منطلق عمق الوعي الباطني الإيماني، والعرفان الذّاتي الثّابت، تفعيلا عمليّا تنمويّا مستدامًا للتّطوير نحو الأفضل، بما يُثري الحضارة الإنسانيّة الرّوحيّة في كوكبنا الأرضي على أوسع نطاق شامل، لإقامة الجمهوريّة الفاضلة أساسًا متينًا لأمبراطوريّة الإنسان الكونيّة الكبرى، وخدمة النّاس وفق صلاحهم برضى الله تعالى…