مقالات

قادة الغرب تحولوا لدمى بيد واشنطن : مزيد من النهب لخزائن دول أوروبا،،؟

بقلم الصحافي حسن سلامة

قبل إلقاء الضؤ على جديد الصراع بين روسيا والناتو،، لابد من الإشارة إلى أن كل ما يضخ من كلام وشعارات في الداخل اللبناني بما خص الواقع الداخلي، لايتعدى مجرد ” إستفراغ سياسي” ،، مأله إلى مطمر النفايات كما هي حال النفايات نفسها،، اللهما ماعدا النكايات والمزايدات والاحتقان المذهبي وما يجري بخصوص إنعقاد مجلس الوزراء لحكومة مستقيلة يؤكد مدى العقم السياسي في لبنان ،، والأمر لايختلف كثيرا على المستوى العربي،، فمصير دول وشعوب العالم العربي ومعظم دول العالم يتوقف على نهاية الصراع بين روسيا ومن يدعمها وبين الناتو ودول عديدة إنخرطت مباشرة في مؤامرة الطفيلين من حكام أميركا وزعماء ” الكرتون” في الغرب، وغير هذا الاعتقاد أو التوهم مجرد اوهام ستتساقط كما أوراق الشجر في الخريف.

وبالعودة إلى جديد الصراع على أوكرانيا وما بعدها بين روسيا والناتو،،يتأكد يوما بعد يوم ماكنا تحدثنا عنه في جملة مقالات سابقة بما يتعلق بكل مصار الصراع في أوروبا،، والاساس يتأكد مدى إلانفصام الذي يضرب عقول قادة دول أوروبا الغربية من جهة، ومدى خضوع كل هؤلاء القادة لمشيئة البيت الأبيض وحاكمه ” المخرف” جو بايدن،، حتى تحولوا إلى مجرد دمى يحركهم أصغر مسؤول في الإدارة الأميركية،، كما هي حال بعض المشيخات في الخليج ،، وما أدراك ماهذه المشيخات، دون أن ننسى محطة الفتنة والدعوة للإرهاب المسماة ” قناة الجزيرة”.

ودون الاطالة في الواقع المأساوي الذي بلغته دول أوروبا الغربية ومعها تحول معظم دول أوروبا الشرقية إلى أشبه بجمهوريات الموز في أميركا الجنوبية في أواخر القرن الماضي والتي كان حكامها كالخرفان عند محركهم وراعيهم الاميركي، فالوقائع والحقائق تبين أن معظم شعوب هذه الدول _ غرب وشرق أوروبا _ في مكان وحكامهم وقادتهم في مكان أخر،، فالشعوب تئن من الازمات والارتفاعات الخيالية للأسعار، رغم بعض المساعدات التي تقدمها بعض دول الغرب مثل إلمانيا، والمظاهرات والاحتجاجات تستمر رفضا لسياسات حكام هذه الدول وإنصياعهم الأعمى لما يعمل ويخطط له الاميركي،، ولو أن الاحتجاجات في بعض دول أوروبا الشرقية لاتزال خجولة.

والاغرب في إنصياع أوروبا عموما، مع بعض الاستثناءات، أن حكام وقادة هذه الدول يضرب عيونهم وعقولهم المزيد من الانفصام إلى حدود العمى، مادفع بعض التظاهرات في الغرب لوصف رؤساهم بأنهم سفهاء ومنافقين وكل ما يهمهم ليس مصالح شعوبهم ودولهم وإنما مصالحهم الخاصة التي يؤمنها لهم الالتحاق بالاميركي وأكبر مثال على ذلك إداء وتصرفات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومايظهره في كل عمله السياسي من كذب ونفاق،، فكل قادة الغرب يقولون صباحا شيء وفي المغيب موقف مناقض لما أعلنوه في الصباح، فمثلا يؤكدون أن لا إستغناء عن الغاز الروسي ويرغمهم الأميركي على دفع ثمن غاز ” العم سام” أربعة أضعاف سعر الغاز الروسي والحال نفسه بما خص إرسال مليارات الدولارات وكل أنواع السلاح لنظام ” الخزمتشي” عند الأميركي زيلنسكي ،، ومن يتابع تصريحات وإداء كل هؤلاء القادة يكتشف أنهم مخصيين سياسيا، وليس في إستطاعة رئيس أو مسؤول كبير في غرب أوروبا وشرقها الاعتراض على مشيئة الأميركي،،فبايدن وكل مسؤول أميركي يحركهون قادة الغرب، كما نحرك التلفزيون بالروموت كونترول،، مع أن ساكن البيت الأبيض وكل من في الادارة الأميركية يمعنون في نهب أموال خزائن دول أوروبا من خلال بيعهم المحروقات وغير ذلك بأربعة وخمسة أضعاف السعر الذي كانوا يشترون به الغاز والنفط الروس، وحتى إنهم إنه يعملون ليل نهار لاعادة أوروبا للقرون الوسطى لكي تبقى تحت المظلة الأميركيةحتى تستمر عمليات النهب المنظمة لشعوب ودول أوروبا،، كما أن قادة دول الغرب رضخوا مجددا لمشيئة الأميركي بوضع سقف للنفط الروسي إلى دولهم،، مما سيفاقم من الانهيار الاقتصادي ومعاناة شعوبهم خلال أشهر البرد والثلوج،، خصوصا أن موسكو حذرت مسبقا من انها سترد بخطوات عقابية ليس أقلها وقف تزويد الغرب بالنفط ،،، بينما تواصل الإدارة الأميركية تفريغ دول الغرب من الصناعات المختلفة، حيث السعي الأميركي الخبيث والمحموم لنقل صناعات أوروبا كبيرها وصغيرها إلى داخل الولايات المتحدة ستمر ليل نهار ،. بينما يستمر حكام البيت الأبيض في خداع الغرب بأنهم يسعون للوصول إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا.، بينما يرفضون أصغر مطلب غربي بتخفيض نسبة بسيطة في أسعار الغاز وغيره.

طبعا،، لتوضيح كل هذا الخزي لدول أوروبا يستدعي الأمر توضيح عشرات، بل مئات الأمثلة على الخنوع الأوروبي لاصغر إشارة من ربيبتهم واشنطن لذا نختصر ذلك بما تحدثنا عنه،، خصوصا أن المأساة في أوروبا تتدحرج نحو أوضاع مخيفة مع إستمرار الصقيح ومزيد من الانخفاض في درجات الحرارة،. ويكفي الإشارة هنا مثلا، إلى مايحصل داخل بريطانيا ” العظمى”، بحيث باتت على أعتاب إنهيار مالي في كل مفاصل الدولة،، ولن تنفع كل ما عمل ويعمل له رئيس وزراء بريطانيا الجديد ريشي سوناك طالما يتحرك مثل التلميذ مع معلمه الأميركي ،، كما أن مسار الحرب في أوكرانيا يؤكد أن نظام زيلنسكي النازي الصغير لايعطي آدنى أهميه لمصير شعبه وبلده، فيكفي الإشارة إلى إن رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا غيرترود فون دير لاين إعترفت بمقتل مائة ألف جندي أوكرواني كرمى لجنون المهرج زيلنسكي،، والأغرب أن وسائل الإعلام الغربيةالتي تتحرك بما تمليه عليها أجهزة المخابرات الأميركية سارعت لسحب موقف لاين لما له من تأثيرات نفسيه سيئه داخل أوكرانيا ، بل كل مايهمه نهب مزيد من الأموال التي ترسلها واشنطن ودول الغرب لهذه الدمية، بل كل الترجيحات تؤكد أن هروب زيلنسكي ومعه الأميركي ودول الناتو من شروط الحوار التي يطرحها الجانب الروسي،، سيودي بكامل الدولة الاوكرانية في الشهر القليلة المقبلة،، جيشا وبنى تحتية،، بالتوازي مع أرجحية هجرة ملايين الاوكران نحو دول أوروبا، مع قيام الجيش الروسي بالعملية الضخمة التي بدأ التحضير لها منذ أسابيع،. ولن تنفع زيلنسكي وعجرفته تصريحات قادة الناتو وما ترسله دوله من كل أنواع السلاح والمليارات من الدولارات،. ووجود عشرات آلاف الجنود من دول الأطلسي يقاتلون على الجبهات بزي القوات الاوكرانية،، فمسار الصراع لن ينتهي دون إنتصار قيصر روسيا وفرض شروطه على الناتو وغير ذلك يعني مزيد من الحروب ومزيد من التدمير للدولة الاوكرانية،. ولو وصلت الأمور إلى حدود حصول مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو،. وحتى حصول حرب عالمية. ومن يعش يرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى